الإمام ركن الأئمة عبد الحميد بن ميكائيل البراقعيني، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن منصور الساوي املاء، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا منصور بن محمد النسفي، حدثنا عبد الله بن عمرو البزردي، حدثنا الحسن بن موسى، عن سعدان، عن مالك بن سليمان، عن ابن جريح، عن عطاء، عن عايشة قالت:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جائعا لا يقدر على ما يأكل فقال لي: هات ردائي.
فقلت: أين تريد؟ قال: إلى فاطمة ابنتي فانظر إلى الحسن والحسين فيذهب ما بي من جوع، فخرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا فاطمة أين ابناي؟ فقالت: يا رسول الله خرجا من الجوع وهما يبكيان.
فخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في طلبهما فرأى أبا الدرداء فقال: يا عويمر هل رأيت ابني؟
قال: نعم يا رسول الله هما نائمان تحت ظل حائط بني جدعان فانطلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فضمهما وهما يبكيان وهو يمسح الدموع عنهما فقال له أبو الدرداء: دعني أحملهما فقال: يا أبا الدرداء دعني أمسح الدموع عنهما فوالله الذي بعثني نبيا لو قطرت قطرة في الأرض لبقيت المجاعة في أمتي إلى يوم القيامة، ثم حملهما وهما يبكيان وهو يبكي فجاء جبرئيل فقال: السلام عليك يا محمد، رب العزة يقرئك السلام ويقول: ما هذا الجزع؟ فقال: يا جبرئيل ما أبكي من جزع بل أبكي من ذل الدنيا فقال جبرئيل:
إن الله تعالى يقول: أيسرك أن أحول أحدا ذهبا ولا ينقص لك مما عندي شئ؟
قال: لا، قال: لم؟ قال: لأن الله لم يحب الدنيا ولو أحبها لما جعل للكافر أكلة، فقال جبرئيل: يا محمد ادع بالجفنة المنكوسة التي في ناحية البيت فدعا بها فلما حملت إذا فيها ثريد ولحم كثير فقال: كل يا محمد واطعم ابنيك وأهل بيتك قالت: فأكلوا وشبعوا ثم أرسل... فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي بعثني بالحق لو سكت لتداولها فقراء