القوم الكافرين) * (1). جاء ليؤكد حقيقة النصارى وطلبهم من الرسول الاحتجاج حول مسألة عيسى ابن مريم وكيف واجههم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بقضية المباهلة التي خسروا فيها والقي ما في أيديهم من الحجة التي كانوا يحتجون بها على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكثيرة هي الاحتجاجات الموجودة في القرآن الكريم والتي جاءت بعضها لكي تثبت إعجاز القرآن الكريم وأخرى لتبين احتجاجات إبراهيم مع قومه وأخرى تثبت احتجاجات الرسول مع قومه وهكذا لئلا يكون للناس على الرسول المرسل الحجة البالغة، ولذا نجد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول في معرض بيان أن العباد لا بد لهم أن يتعظوا وينتفعوا بحجج الله تعالى فإنه لا ينفع أي شئ يوم القيامة إلا الإيمان المقرون بالولاية والعمل الصالح:
" انتفعوا ببيان الله واتعظوا بمواعظ الله واقبلوا نصيحة الله فإن الله قد أعذر إليكم بالجلية وأخذ عليكم الحجة وبين لكم محابه من الأعمال ومكاره منها لتبتغوا هذه وتجتنبوا هذه ".
ويعني هذا أن العباد لا بد لهم من الانتفاع من العلم المقرون بالعمل الصالح وإلا العلم وحده ليس فيه فائدة ولا بد للعباد أن يستفيدوا من المواعظ ليتعظوا بها في مقام العمل، ومع ذلك نجد في كثير من الروايات الشريفة مسألة الاحتجاج البالغ من الله تعالى حيث سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى " فلله الحجة البالغة " فأجاب (عليه السلام):
" قال إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى للعبد أكنت عالما؟ فإن قال نعم. قال: أفلا عملت بما علمت وإن قلت كنت جاهلا قال له: أفلا تعلمت؟ فتلك الحجة البالغة لله تعالى ". وهنا ينقدح سؤال مهم قد يرد في ذهن الكثير من المؤمنين وهو هل كل الناس يحتج عليهم الله تعالى يوم القيامة على ضوء هذا الحديث الشريف؟ والجواب على ذلك أنه ليس كل الناس يحتج عليهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة بل هناك عنق من الناس لا يسئلون ولا يحاسبون ومنهم المجنون الفاقد عقله، أما الأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف الشرعي وماتوا فإنهم يلحقون بآبائهم وعلى ما ورد في قوله تعالى