بالحرف: جاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زمن قحط، فأهدت له فاطمة رغيفين ولحما.. فأتاها وإذا بطبق عندها مملوء خبزا ولحما، فقال لها: أنى لك هذا؟
قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال: الحمد لله الذي جعلك شبيهه بسيدة بني إسرائيل، ثم جمع رسول الله عليا والحسنين، وجمع أهل بيته عليه فأكلوا وشبعوا، وبقي الطعام كما هو فأوزعت فاطمة على جيرانها (1). وفي كتاب ذخائر العقبى لحب الدين الطبري إن عليا عليه السلام استقرض دينارا ليشتري به طعاما لأهله، فالتقى بالمقداد بن الأسود في حال إزعاج ولما سأله الإمام قال:
تركت أهلي يبكون جوعا، فآثره بالدينار على نفسه وأهله وانطلق إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصلى خلفه وبعد الصلاة قال النبي لعلي: هل عند شئ تعشينا به؟
وكأن الله قد أوحى إليه أن يتعشى عند علي، فأطرق علي لا يحير جوابا، فأخذ النبي بيده، وانطلقا إلى بيت فاطمة، وإذا بجفنة من الطعام فقال لها علي عليه السلام أنى لك هذا؟ قال له النبي: هذا ثواب الدينار، هذا من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب، الحمد لله الذي أجراك يا علي مجرى زكريا وأجراك يا فاطمة مجري مريم، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا... (2). وعليه قد ثبتت هذه الفضيلة للزهراء عليها السلام ملما ثبتت لمريم سواء من طرق العامة أو الخاصة.
5 - واستدل الكثير من العامة والخاصة بأفضلية فاطمة عليها السلام على مريم وخصوصا ما تواتر عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم م الخاصة والعامة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني فهذا الحديث من المتواترات وفيه دلالة على كونها من نور الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكونها لحمه ودمه فهو خاتم الرسل فإنه تكون ابنته أفضل من ابنة عمران.
أو ما قال خاتم الرسل فيها * فاطم بضعتي ولأي ولاها فاطم روحي التي بين جنبي * وريحانتي التي أهواها