الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك نجد في حديث الكساء المتقدم الذكر في كتابنا هذا أنه يصف علة إيجاد الأفلاك هو لأجل أهل البيت عليهم السلام حيث يقول الله تعالى ملائكتي ويا سكان سماواتي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء عليهم السلام (1) أي إني لأجل حبهم وأنوارهم خلقت هذه الأفلاك.
إذن يظهر من هذه الأمور ومن خلال عدة أحاديث مأثورة أن الأفلاك والموجودات ما خلقت لولا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك وهذه العبارة مطابقة لمضمون كثير من الأحاديث الولائية سواء كانت من كتب الخاصة أو العامة. وبعبارة أخرى لتوضيح المطلب:
أولا: حينما نسأل، لماذا خلق الله الكون الأفلاك؟ فإن الجواب يأتي من القرآن الكريم وهو أن الله خلق الكون والحياة من أجل الإنسان، لأنه قال: ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا...)، وقال: (وسخر لكم الشمس والقمر... وسخر الليل والنهار) وسخر كل شئ في السماوات، وكل شئ في الأرض، وسخرها في خدمة الإنسان، لأنه حينما يقول: سخرها، فإن ذلك يعني أنه جعلها، في خدمة الإنسان مسخرة له، يتصرف بها كيف يشاء... مثل تسخير القمر، والبحر للإنسان، فمن القمر، ننتفع بالضوء، ومن البحر ننتفع بالماء... وكما أن القمر يحمل السفن الفضائية على ظهره، كذلك البحر يحمل السفن الشراعية على ظهره أيضا.
إذا: فالجواب على السؤال المتقدم: لماذا خلق الله الأفلاك والكون، والحياة؟
أقول: الجواب، خلقها من أجل الإنسان، كما صرح بذلك القرآن الكريم، في أكثر من مائة آية كلها تؤكد المعنى، وتصب اهتماما في هذا الجانب، بكلمة: سخر... وجعل..
الخ.
وثانيا: نسأل، لماذا خلق الله الإنسان؟ ويأتي الجواب من القرآن أيضا: إنه للعبادة، (وما خلقت الجن، والإنس إلا ليعبدون) (2).