والعبادة لا تتحقق إلا بشروط، ومن أهم تلك الشروط:
(أ) معرفة الطريق. وكشف الوسيلة.. ووجود القائد، لأنه من دون القائد، لا يمكن الانطلاق في اتجاه صحيح، ولذلك صار القائد، الإمام المعصوم.. ومعنى ذلك: أن فقدان القائد، يعني فقدان العبادة، وإذا فقدت العبادة، انتفت الحكمة من وجود الإنسان، وإذا انتفت الحكمة من وجود الإنسان، ولم يعد لوجود الأفلاك معنى، لأن الأفلاك إنما وجدت بوجود الإنسان الذي يعبد الله، ولذلك عندما تقوم الساعة، وينتهي دور الإنسان في الحياة، فإن الكواكب، والنجوم، والأفلاك كلها تتمزق شذر مذر، وينتهي دورها: وحملت الأرض والجبال، فدكتا، دكة واحدة، ويقول: ( ويسألونك عن الجبال، فقل ينسفها ربي نسفا) (1) ويقول القرآن الكريم: (إذا السماء انشقت). (وإذا النجوم..).
وعليه فمن كل ما تقدم، نخرج بالنتيجة التالية: وهي أن الله سبحانه - لولا الحبيب المصطفى - لم يخلق الكون، ولا الأفلاك.. ولأن هذه الحكمة، لا تسقط بموت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما تستمر الحكمة، من خلال الأئمة الطاهرين عليهم السلام أجمعين.
وعلى هذا الأساس كان خلق السماوات والأرض وما بينهما لأجل الإنسان وليعبد الله تعالى بعد معرفة الإنسان بأن الله تعالى خلقه بقدرته لذلك وأنه سيبعثه يوم القيامة لتجزى كل نفس بما كسبت ومن الضروري الذي ثبت في محله إن الذين الذي رضى به الله تعالى وأتمه وأكمله لعباده هو الذي قال فيه تعالى - (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
هذا هو الدين القيم الذي أرسل به رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم (بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)، فظهر مما ذكرنا إجمالا معنى قوله لولاك ما خلقت الأفلاك وذلك لكونه سيد المرسلين وخاتم النبيين، ورسولا إلى الناس جميعا بهذا