مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ١٤
النسبة لأحد غيرها في جميع الخلق لكونها بنته وبضعته وجزئه ولطيفة سره والظاهرة على شاكلته فقد جمعت صلوات الله عليها الشرفين والفخر بين المجدين الذايتين شرفها في نفسها وشرفها بنسبها الى أبيها بخلاف الأنبياء فان لهم شرفا وفخرا واحدا وفضل ذي الشرفين على ذي الشرف الواحد من البديهات والضرور بات ان فرضنا التساوي في ذلك الشرف الواحد فظهر بالدليل الواضح القاطع فضل موليتنا الصديقة الطاهرة على كافة الأنبياء عدا أبيها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم تنبيه ما ذكرنا كله على مذاق قاطبة المسلمين الخاصة والعامة وان أردنا أن نستدل على فضلها وشرافتها كما ستمر عليك إنشاء الله تعالى في الفصول الآتية وكون أسباب فضلها وشرفها فضلا على الشرفين الذاتيين السابقين مما لم يسبقها إليها ولم يشاركها فيها أحد من السابقين واللاحقين ككونها زوجة أمير المؤمنين عليه السلام ولو لم يكن لما كان لها كفوا أبدا وفي الحديث القدسي لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك كما ذكره الوحيد البهبهاني وروي في بحر المعارف لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما ويؤيد ما في كتاب روض الجنان قال الله تعالى لمحمد وعزتي وجلالي وعلو شأني لولاك ولولا علي وعترتكما الهادون المهديون الراشدون ما خلقت الجنة والنار ولا مكانا ولا الأرض ولا السماء ولا الملائكة ولا خلقا يعبدوني يا محمد إلى آخر الحديث وزوجت في السماء بأمر مليك الأرض والسماء وكونها أم المعصومين الأحد عشر صلوات الله عليهم أجمعين وحاملة لأنوارهم الزاهرة ولذا سميت بالزهراء وكانت تزهر لأمير المؤمنين عليه السلام ثلث مرات بتلك الأنوار ولو لم تكن لما ظهرت تلك الأنوار الظاهرة ولما ثورت الأشباح الطاهرة كما سيأتي تفصيله في باب عبادتها
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»