الفصول المهمة في تأليف الأمة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٨٥
وأمان الأمة (14) إذا عصفت عواصف الشقاق، وباب حطة (15) يأمن من دخلها، والعروة الوثقى لا انفصام لها، وأحد الثقلين (16) لا يضل من تمسك بهما،
(14) إشارة إلى قوله (ص): " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس " أخرجه الحاكم عن ابن عباس مرفوعا وصححه على شرط البخاري ومسلم كما في صفحة 93 من الصواعق المحرقة لابن حجر حيث تكلم في الآية 7 من الباب 11 - وأخرج ابن أبي شيبة ومسدد في مسنديهما والترمذي في نوادر الأصول - وأبو يعلى والطبراني والحاكم عن سلمة بن الأكوع قال: قال رسول الله (ص) النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي - وقد نقله الحافظ السيوطي في كتاب إحياء الميت بفضائل أهل البيت والنبهاني في أربعينه وغير واحد من العلماء.
(15) إشارة إلى قول رسول الله (ص) " مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل " أخرجه الحاكم عن أبي ذر عليه الرحمة - وأخرج الطبراني في الصغير والأوسط عن أبي سعيد قال: سمعت النبي (ص) يقول: " إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ".
(16) إشارة إلى قوله (ص) " إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " أخرجه الترمذي والحاكم كما في إحياء الميتللسيوطي، وهو من الأحاديث المستفيضة رواه أكثر المحدثين بألفاظ متقاربة وأسانيدهم فيه صحيحة. قال ابن حجر بعد نقله إياه عن الترمذي وغيره في أثناء تفسيره للآية الرابعة من الباب 11 من صواعقه ما هذا لفظه: ثم أعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا (قال) ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداعبعرفة، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفي أخرى أنه قاله لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف (قال) ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.. إلى آخر كلامه فراجعه في صفحة 92 من الصواعق.