نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - الصفحة ٥٩٦
الشافعي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام: (إن الأمة ستغدر بك) (١)، وفي هذا المعنى أيضا أخبار كثيرة.
وروى الفريقان ما يبلغ التواتر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم) (٢)، وفي لفظ البخاري: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي ما أخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع) (٣)، عن ابن الأثير في جامع الأصول إنه: (كان للمشركين شجرة يسمونها ذات أنواة، يعطون عليها أسلحتهم، فقال المسلمون للنبي صلى الله عليه وآله: اجعل لنا ذات أنواة، فقال: هذا مثل قول قوم موسى: ﴿اجعل لنا إلها كما لهم آلهة﴾ (4)، لتركبن سنن من كان قبلكم - أخرجه الترمذي) (5).
ومن هذا الباب ما عن الجمع بين الصحيحين فمن مسند أبي الدرداء، قالت أم الدرداء في الحديث: (دخل علي أبي الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمر أمة محمد إلا أنهم يصلون جميعا) (6).
وعنه من صحيح البخاري من مسند أنس بن مالك عن الزهري قال، (دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟
فقال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت) (7).

(١) الطرائف: ١٢٩، المستدرك للحاكم ٣: ١٤٠، ميزان الاعتدال ١: ١٧١، تاريخ بغداد ١١: ٢١٦، إرشاد القلوب ٢: ٣٨٣، بحار الأنوار ٢٨: ٧٥، الإيضاح لابن شاذان: ٤٥٤، غاية المرام:
٥٧٠، ٥٧٢.
(٢) صحيح البخاري ٩: ١٠٢، جامع الأصول ١٠: ٤٠٩، مشكاة المصابيح: ٤٥٨، صحيح مسلم ٤: ٢٠٥٤ كتاب العلم.
(٣) جامع الأصول ١٠: ٤٠٩.
(٤) الأعراف: ١٣٨.
(5) السيرة لابن هشام 4: 84.
(6) صحيح البخاري كتاب الأذان 1: 159 الرقم 3.
(7) صحيح البخاري كتاب المواقيت 1: 134، الطرائف: 113.
(٥٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 591 592 593 594 595 596 597 598 599 600 601 ... » »»
الفهرست