ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ودفعها إلي بردة، وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى وصيك، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك (1) من ولدك واحدا بعد واحد، حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدي. ولتكفرن (2) بك الأمة ولتختلفن (3) عليك اختلافا شديدا، الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذ (4) عنك في النار، والنار مثوى الكافرين. (5) فقد ثبت أن كل واحد من النبيين دفع ما عنده من العلم والإيمان والاسم الأعظم وآثار النبوة إلى وصيه، وقد انتهى ذلك كله إلى كل واحد واحد من الأئمة، واجتمع ذلك جميعه عند القائم (عليه السلام).
وكيف ينكر لهم فضيلة من الفضائل، أم كيف يعظم منهم دلالة من الدلائل، وهم لعمري أصحاب الميثاق، وولاة الأمر، وهداة الأنام، وحجج الخلاق حتى تنقضي الدنيا.