منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي - ج ١ - الصفحة ١٦٣
قال: إن كنت صادقا فيما تقول، فأحضر ما صحبك من الآثار عن نقلة آثارهم.
فأخرجت له ما حضرني من ذلك.
قال: صدقت، أنا بشر بن سلمان (1) النخاس (2)، من ولد أبي أيوب الأنصاري، أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام)، وجارهما بسر من رأى.
قلت: فأكرم أخاك ببعض ما شاهدت من آثارهما.
قال: كان مولاي أبو الحسن علي بن محمد العسكري فقهني في أمر الرقيق، فكنت لا أشتري (3) ولا أبيع إلا بإذنه. فاجتنبت بذلك موارد الشبهات، حتى كملت (4) معرفتي فيه وحسنت (5) الفرق بين الحلال والحرام.
فبينا أنا ذات ليلة في منزلي بسر من رأى، وقد مضى هوي (6) من الليل، إذ قرع

١ - " سليمان " كمال الدين وسائر المصادر.
٢ - " النحاس " ب، ح.
ذكره صاحب تنقيح المقال: ١ / ١٧٢ رقم ١٣٢٠ بعنوان " بشر بن سليمان النخاس " وبعد أن نقل عن صاحب التعليقة قوله " هو من ولد أبي أيوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام)، هو الذي أمره أبو الحسن (عليه السلام) بشراء أم القائم، وقال (عليه السلام) فيه: أنتم ثقاتنا أهل البيت (عليهم السلام) وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة " قال: فالرجل حينئذ من الثقات، والعجب من إهمال الجماعة ذكره مع ما هو عليه من الرتبة.
وفي معجم رجال الحديث: ٣ / 316 رقم 1744 بعد ذكره والإشارة إلى أن الصدوق روى في كمال الدين روايته عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فيما يرجع إلى نرجس أم القائم (عليه السلام) وفيها قوله (عليه السلام) أنتم ثقاتنا أهل البيت... قال: " لكن في سند الرواية عدة مجاهيل، على أنك قد عرفت فيما تقدم أنه لا يمكن إثبات وثاقة شخص برواية نفسه ".
3 - " لا أشري " أ، ب.
4 - " تحملت " ب، ح.
5 - " أحسنت " كمال الدين.
6 - هوي وهوي من الليل: ساعة. انظر " القاموس: 4 / 588 - الهوة - ".
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست