منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي - ج ١ - الصفحة ١٤٨
الشافعي (1)، ثم ذكر بعد ذلك أن الحافظ أبو نعيم جمع طرق هذا الحديث عن الجم الغفير في " مناقب المهدي "، كلهم عن عاصم بن أبي النجود (2)، عن زر، عن عبد الله،
١ - أخرج الكنجي في البيان: ٨٦ عن أبي داود بإسناده إلى علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
" لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا "، وقال بعده: " هكذا أخرجه أبو داود في سننه [: ٤ / ١٠٧ ح ٤٢٨٣] ". ثم أسند إلى الحافظ الأبري أنه ذكر هذا الحديث في كتاب مناقب الشافعي وقال فيه: وزاد زائدة في روايته:
" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا مني - أو من أهل بيتي - يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ".
ثم قال الكنجي: " وقد ذكر الترمذي الحديث ولم يذكر قوله: واسم أبيه أسم أبي، وذكره أبو داود [سنن أبي داود: ٤ / ١٠٦ ح ٤٢٨٢]، وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار: اسمه اسمي فقط، والذي رواه: واسم أبيه اسم أبي، فهو زائدة وهو يزيد في الحديث ".
وبعد ذكر احتمالين في توجيهه - على فرض صحته - قال: هذا كله تكلف في تأويل هذه الرواية، والقول الفصل في ذلك أن الإمام أحمد - مع ضبطه وإتقانه - روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع " واسمه اسمي ".
ثم روى بطريقه إلى أحمد عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " لا تذهب الدنيا - أو لا تنقضي الدنيا - حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي " (مسند أحمد: ١ / ٣٧٧)، وبعد نقل طرق هذا الحديث عن " مناقب المهدي " للحافظ أبي نعيم - التي تراها في هذا الكتاب أيضا ص ٩٣ - ٩٨ - قال: كل هؤلاء رووا " اسمه اسمي " إلا ما كان من عبيد الله بن موسى، عن زائدة، عن عاصم، فإنه قال فيه: " واسم أبيه اسم أبي ". ولا يرتاب اللبيب أن هذه الزيادة لا اعتبار بها مع اجتماع هؤلاء الأئمة على خلافها. انظر البيان: ٨٩ - ٩٠.
٢ - هو عاصم بن بهدلة الكوفي، مولى بني أسد، أحد السبعة القراء، روى عن زر بن حبيش وغيره، توفي سنة ١٢٧، أو سنة ١٢٨. انظر ميزان الاعتدال: ٢ / ٣٥٧ رقم ٤٠٦٨، وتهذيب التهذيب: ٤ / 131 رقم 3137.