وفي المثلث لابن السيد: الصبار بالضم: التمر الهندي، عن المطرز، كالحومر، كجوهر، وهو لغة أهل عمان كما سمعته منهم، والأول أعلى. وإنكار شيخنا له محل تأمل.
والحمر: طائر من العصافير، وتشدد الميم، وهو أعلى، واحدتهما حمرة وحمرة، بهاء. قال أبو المهوش الأسدي يهجو تميما:
قد كنت أحسبكم أسود خفية * فإذا لصاف تبيض فيه الحمر (1) يقول: كنت أحسبكم شجعانا فإذا أنتم جبناء. وخفية: موضع تنسب إليه الأسد. ولصاف: موضع من منازل بني تميم، فجعلهم في لصاف بمنزلة الحمر، لخوفها على نفسها وجبنها.
وقال عمرو بن أحمر يخاطب يحيى ابن الحكم بن أبي العاص، ويشكو إليه ظلم السعاة:
إن لا تداركهم تصبح منازلهم * قفرا تبيض على أرجائها الحمر فخففها ضرورة.
وقيل الحمرة: القبرة، وحمرات جمع. وأنشد الهلالي (2) بيت الراجز:
علق حوضي نغر مكب إذا غفلت غفلة يغب وحمرات شربهن غب وابن لسان الحمرة، كسكرة: خطيب بليغ نسابة، له ذكر، اسمه عبد الله بن حصين بن ربيعة ابن جعفر بن كلاب التيمي، أو ورقاء بن الأشعر، وهو أحد خطباء العرب. وفي أمثالهم: أنسب من ابن لسان الحمرة. أورده الميداني في أمثاله (3).
واليحمور: الأحمر. ودابة تشبه العنز. واليحمور: طائر عن ابن دريد، قيل هو حمار الوحش. والحمارة، كجبانة: الفرس الهجين، كالمحمر، كمعظم، هكذا ضبطه غير واحد وهو خطأ والصواب كمنبر (4) فارسيته بالاني، وجمعه محامر ومحامير.
وفي التهذيب: الخيل الحمارة مثل المحامر سواء. وبه فسر الزمخشري حديث شريح " أنه كان يرد الحمارة من الخيل "، وهي التي تعدو عدو الحمير.
وفرس محمر: لئيم يشبه الحمار في جريه من بطئه. ويقال لمطية السوء: محمر. ورجل محمر: لئيم.
والحمارة: أصحاب الحمير في السفر، ومنه حديث شريح السابق ذكره، أي لم يلحقهم بأصحاب الخيل في السهام من الغنيمة. ويقال لأصحاب الجمال جمالة، ولأصحاب البغال بغالة. ومنه قول ابن أحمر:
* شلا كما تطرد الجمالة الشردا * كالحامرة. ورجل حامر وحمار ذو حمار، كما يقال: فارس لذي الفرس. ومنه مسجد الحامرة.
والحمارة: بتخفيف الميم وتشديد الراء، وقد تخفف الراء مطلقا في الشعر وغيره، كما صرح به غير واحد، وحكاه اللحياني وقد حكي في الشتاء، وهي قليلة: شدة الحر، كالحمر كفلز، كما سيأتي قريبا والجمع حمار.
وروى الأزهري عن الليث حمارة الصيف: شدة وقت حره. قال: ولم أسمع كلمة على [تقدير] (5) الفعالة غير الحمارة والزعارة، قال: هكذا قال الخليل. قال الليث: وسمعت ذلك بخراسان: سبارة الشتاء [وسمعت إن وراءك لقرا حمرا] (6) قال الأزهري: وقد جاءت أحرف أخر على وزن فعالة. وروى أبو عبيد عن الكسائي: أتيته في حمارة القيظ وفي صبارة الشتاء، بالصاد، وهما شدة الحر والبرد، قال: وقال الأموي: أتيته على حبالة ذلك، أي على حين ذلك. وألقى فلان علي عبالته، أي ثقله، قاله اليزيدي والأحمر. وقال القناني: أتوني بزرافتهم، أي جماعتهم.
وأحمر أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو