وجرح تعار، ككتان، إذا كان يسيل منه الدم، ويقال: تغار، بالغين، وقيل: جرح نعار بالنون، كل ذلك عن ابن الأعرابي. قال الأزهري: وسمعت غير واحد من أهل العربية بهراة يزعم أن تغار بالغين المعجمة تصحيف، قال: وقرأت في كتاب أبي عمر الزاهد، عن ابن الأعرابي أنه قال: جرح تعار بالعين والتاء، وتغار بالغين والتاء، ونعار بالعين والنون، بمعنى واحد، وهو الذي لا يرقأ، فجعلها كلها لغات، وصححها، والعين والغين في تعار وتغار تعاقبا، كما قالوا: العبيثة والغبيثة، بمعنى واحد.
والتعر، محركة: اشتعال الحرب، عن ابن الأعرابي.
[تعكر]: تعكر (2)، كتعلم، أهمله الجماعة، وهو جبل أو حصن باليمن، والذي قاله مؤرخو اليمن: التعكر: جبل فيه حصن منيع وسيأتي للمصنف في عكر مثل ذلك، وقد كرره هناك.
[تغر]: التغران، محركة: الغليان، والفعل منه تغر، كمنع وعلم يقال: تغرت القدر تتغرو [تغرت] (3) تتغر، الكسر لغة في الفتح، تغرانا، إذا غلت، وأنشد:
وصهباء ميسانية لم يقم بها * حنيف ولم تتغر بها ساعة قدر كذا في التهذيب، أو الصواب النغران، بالنون، مصدر نغر ونغر، ولم يسمع تغر بالتاء، أي فهي مهملة، وإنما تصحف على الخليل وهو ابن أحمد، وتبعه الجوهري وغيره.
قال الأزهري: وأما تغر بالتاء فإن أبا عبيدة روى في باب الجراح قال: فإن سال منه الدم قيل: جرح تغار، ودم تغار، قال: وقال غيره: جرح نعار (4)، بالعين والنون، وقد روي عن ابن الأعرابي: جرح تغار ونغار، ومن جمع بين اللغتين فصحتا معا، ورواهما شمر عن أبي مالك: تغر ونغر ونعر. قال شيخنا: والاعتراض أورده ابن بري والزبيدي، وتبعهما المصنف تقليدا، وقد تعقبوهم وصححوا أن ما حكاه الخليل هو الصواب.
ومن المجاز: التغور بالضم: انفجار السحاب بالماء، وانفجار الكلب بالبول، مأخوذ من تغر الجرح.
والتيغار: كقيفال: الإجانة، والعامة تقوله: تغار، بحذف الياء.
وجرح تغار: تعار، وكذا دم تغار، وقد سبق عن أبي عبيدة في باب الجراح.
ومن المجاز: ناقة تغارة مشددا، أي تزبد عند العدو، وتشتد، ولا تنثني في مرها، شبه بتغران القدر.
وتغر العرق، كمنع: انفجر بالدم وسال، وعرق تغار.
ومن ذلك: تغرت القربة، إذا خرج الماء من خرق فيها، كما ينفجر العرق بالدم.
[تفر]: التفرة، بالكسر، وبالضم، وككلمة، وتؤدة، فهي أربع لغات، ذكر الجوهري منها واحدة، وهي بكسر الفاء، والثلاثة ذكرها ابن الأعرابي. قالوا: هي النقرة في وسط الشفة العليا، زاد في التهذيب: من الإنسان.
والتفرة، ككلمة نبت، وقيل: هي من القرنوة (5) والمكر.
والتفرة: ما ابتدأ من النبات، يكون من جميع الشجر. وقيل: هي من الجنبة، وهو أحب المرعى إلى المال إذا عدمت (6) البقل.
وقيل: التفرة: ما ينبت تحت الشجرة.
وقيل: كل نبت له ورق.
وقيل: كل ما اكتسبتة الماشية من حلاوات الخضر، وأكثر ما يرعاه الضأن وصغار الماشية، وهي أقل من حظ الإبل.
وقال الطرماج يصف ناقة تأكل المشرة، وهي شجرة، ولا تقدر على أكل النبات لصغره: