[ذفر]: الذفر، محركة: شدة ذكاء الريح، من طيب أو نتن، كالذفرة محركة أيضا، أي يخصان برائحة الإبط المنتن (1)، عن اللحياني، وقد ذفر، كفرح، يفر، فهو ذفر وأذفر، والأنثى ذفرة وذفراء.
وقال ابن الأعرابي: الذفر: النتن، ولا يقال في شيء من الطيب [ذفر] (2) إلا في المسك وحده. قالت حميدة بنت النعمان بن بشير الأنصاري:
له ذفر كصنان التيو * س أعيا على المسك والغاليه كذا قرأت في الحماسة.
وقيل إن الذفر يطلق على الطيب والكريه، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به. وقال ابن سيده: الدفر، بالدال المهملة، في النتن خاصة. والذفر: الصنان وخبث الريح، رجل ذفر وامرأة ذفراء، أي لهما (3) صنان وخبث ريح.
والذفر: ماء الفحل، نقله الصاغاني.
ومسك أذفر وذفر: ذكي الريح جيد إلى الغاية، وفي صفة الحوض: " وطينة مسك أذفر ". وفي صفة الجنة: " وترابها مسك أذفر ". وقال ابن أحمر:
بهجل من قسا ذفر الخزامى * تداعى الجربياء به حنينا أي ذكى ريح الخزامى طيبها.
والذفرى، بالكسر، من الناس ومن جميع الحيوان. ما من لدن المقذ إلى نصف القذال. وقال القتيبي: هما ذفريان، والمقذان وهما أصول الأذنين: وقيل: الذفريان: الحيدان اللذان عن يمين النقرة وشمالها، وقال: شمر الذفرى: عظم في أعلى العنق من الإنسان، عن يمين النقرة وشمالها، أو العظم الشاخص خلف الأذن. وقال الليث: الذفرى من القفا هو الموضع الذي يعرق من البعير خلف الأذن، وهما ذفريان، من كل شيء، ج ذفريات، وذفارى، بفتح الراء، وهذه الألف في تقدير الانقلاب عن الياء، ومن ثم قال بعضهم ذفار، مثل صحار.
وفي الصحاح: يقال: هذه ذفرى أسيلة، يؤنثها، غير منونة، وقد تنون في النكرة وتجعل الألف للإلحاق بدرهم وهجرع. قال سيبويه: وهي أقلهما.
والذفر، كطمر: العظيم الذفرى من الإبل، وهي ذفرة، بهاء، قاله أبو زيد. واقتصر أبو عمرو فقال: الذفر: العظيم من الإبل. وقيل: الذفر من الإبل: الصلب الشديد (4)، وتفتح الفاء، والكسر أعلى. وقيل: الذفر: العظيم الخلق. وقال الجوهري: الذفر: الشاب الطويل التام الجلد.
وقيل: الذفرة كجبلة: الناقة النجيبة الغليظة الرقبة. والذفرة: الحمار الغليظ، هكذا في سائر الأصول، وهو خلاف ما في أمهات اللغة. ناقة ذفرة، وحمار ذفر وذفر: صلب شديد. وفي التكملة: الذفر كفلز: الناقة النجيببة (5)، والحمار الغليظ، وفي كلام المصنف محل تأمل. والذفراء من الكتائب: السهكة الرائحة من الحديد والصدئة. وقال لبيد يصف كتيبة ذات دروع سهكت من صدإ الحديد:
فخمة ذفراء ترتى (6) بالعرى * قردمانيا وتركا كالبصل ويروى بالدال المهملة، وقد تقدم.
والذفراء: بقلة ربعية دشتية تبقى خضراء حتى يصيبها البرد. واحدتها ذفراءة. وقيل: هي عشبة خبيثة الريح لا يكاد المال يأكلها. وقيل: هي شجرة يقال لها عطر الأمة. وقال أبو حنيفة: هي ضرب من الحمض، وقال مرة: الذفراء: عشبة خضراء ترتفع مقدار الشبر، مدورة الورق ذات أغصان ولا زهرة لها، وريحها ريح الفساء تبخر الإبل، وهي عليها