[حور]: الحور: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء كالمحار والمحارة والحؤور بالضم في هذه وقد تسكن واوها الأولى وتحذف لسكونها وسكون الثانية بعدها في ضرورة الشعر، كما قال العجاج:
في بئر لا حور سرى ولا شعر * بأفكه حتى رأى الصبح جشر أراد: لا حؤور.
وفي الحديث " من دعا رجلا بالكفر وليس كذلك حار عليه "، أي رجع إليه ما نسب إليه. وكل شيء تغير من حال إلى حال فقد حار يحور حورا. قال لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه * يحور رمادا بعد إذ هو ساطع والحور: النقصان بعد الزيادة، لأنه رجوع من حال إلى حال.
والحور: ما تحت الكور من العمامة. يقال: حار بعد ما كار، لأنه رجوع عن تكويرها. ومنه الحديث: " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " معناه [من] (1) النقصان بعد الزيادة. وقيل معناه من فساد أمورنا بعد صلاحها، وأصله من نقض العمامة بعد لفها، مأخوذ من كور العمامة إذا انتقض ليها، وبعضه يقرب من بعض. وكذلك الحور بالضم، وفي رواية: " بعد الكون "، بالنون. قال أبو عبيد: سئل عاصم عن هذا فقال: ألم تسمع إلى قولهم: حار بعد ما كان. يقول: إنه كان على حالة جميلة فخار عن ذلك، أي رجع، قال الزجاج: وقيل معناه نعوذ بالله من الرجوع والخروج عن الجماعة بعد الكور، معناه بعد أن كنا في الكور، أي في الجماعة. يقال كار عمامته على رأسه، إذا لفها.
وعن أبي عمرو: الحور: التحير. و الحور: القعر والعمق، من ذلك قولهم هو بعيد الحور. أي بعيد القعر، أي عاقل متعمق.
والحور بالضم. الهلاك والنقص، قال سبيع بن الخطيم يمدح زيد الفوارس الضبي:
واستعجلوا عن خفيف المضغ فازدردوا * والذم يبقى وزاد القوم في حور أي في نقص وذهاب. يريد: الأكل يذهب والذم يبقى:
والحور: جمع أحور وحوراء. يقال: رجل أحور، وامرأة حوراء.
والحور، بالتحريك: أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيض ما حواليها، أو الحور: شدة بياضها وشدة سوادها في شدة بياض (2) الجسد، ولا تكون الأدماء حوراء. قال الأزهري: لا تسمى [المرأة] (3) حوراء حتى يكون مع حور عينيها بيضاء لون الجسد. أو الحور: اسوداد العين كلها مثل أعين الظباء والبقر. ولا يكون الحور بهذا المعنى في بني آدم، وإنما قيل للنساء حور العين، لأنهن شبهن بالظباء والبقر.
وقال كراع: الحور: أن يكون البياض محدقا بالسواد كله، وإنما يكون هذا في البقر والظباء، بل يستعار لها، أي لبني آدم، وهذا إنما حكاه أبو عبيد في البرج، غير أنه لم يقل إنما يكون في الظباء والبقر. وقال الأصمعي: لا أدري ما الحور في العين. وقد حور الرجل، كفرح، حورا، واحور احورارا: ويقال: احورت عينه احورارا.
وفي الصحاح: الحور: جلود حمر يغشى بها السلال، الواحدة حورة. قال العجاج يصف مخالب البازي:
بحجبات يتثقبن البهر * كأنما يمزقن باللحم الحور ج حوران، بالضم. ومنه حديث كتابه صلى الله عليه وسلم لوفد همدان " لهم من الصدقة الثلب والناب والفصيل والفارض والكبش الحورى " قال ابن الأثير: منسوب إلى الحور، وقيل، هو ما دبغ من الجلود بغير القرظ، وهو أحد ما جاء على أصله ولم يعل كما أعل ناب.
ونقل شيخنا عن مجمع الغرائب ومنبع العجائب للعلامة