وهم يرجعون إلى معنى واحد؛ لأن الديوث لا غيرة له، ويصلح للقيادة.
قال شيخنا: قال الحسين بن نصر الطوسي: سمعت أبا عبد الله البوشنجي بسمرقند، وقد سأله أعرابي: أي شيء القرطبان؟ فقال: كانت امرأة في الجاهلية يقال لها أم أبان، وكان لها قرطب وهو السدر، وكان لها تيس في ذلك القرطب، وكان ينزى بدرهمين، وكان الناس يقولون:، نذهب إلى قرطب أم أبان، ننزي تيسها على معزانا، وكثر ذلك، فقال العامة: قرطبان، قاله التاج السبكي في طبقاته الكبرى. قال: وهذه التسمية مما جاء على خلاف الأصل والغالب. قال شيخنا: ومثل هذا بعيد عن تراكيب العرب واستعمالاتها، إلا في ألفاظ نادرة، انتهى.
وفي التهذيب: وأما القرطبان، الذي تقوله العامة للذي لا غيرة له، فهو مغير عن وجهه، قال الأصمعي الكلتبان (1) مأخوذ من الكلب، وهي القيادة، والتاء والنون زائدتان قال: وهذه اللفظة هي القديمة عن العرب، وغيرها (2) العامة الأولى، فقالت: القلطبان، وجاءت عامة سفلى، فغيرت على الأولى، فقالت الفرطبان.
* قلت: ومما بقي على المصنف:
القرطب (3)، والقرطوب، بالضم: الذكر من السعالي، وقيل: هم صغار الجن.
وقيل: القراطب: صغار الكلاب، واحدهم قرطب، كذا في لسان العرب.
[قرطعب]: ما عنده قرطعبة، وقرطعبة، وقرطعبة الأولى كجر دحلة، بكسر الأول وسكون الثاني وفتح الثالث وسكون الرابع، الثانية مثل كذبذبة، بضم الأول والثاني والرابع وسكون الثالث وفتح الخامس والثالث مثل ذرحرحة بضم الأول وفتح والثاني والرابع والخامس وسكون الثالث: [أي] (*) لا قليل، ولا كثير.
وما عليه قرطعبة: أي قطعة خرقة، أو ماله قرطعبة أي شيء؛ وأنشد:
فما عليه من لباس طحربه * وما له من نشب قرطعبه ومثله في التهذيب. وقال الجوهري: يقال: ما عنده قرطعبة، ولا قذعملة، ولا سعنة، ولا معنة، أي شيء قال أبو عبيد: ما وجدنا أحدا يدري أصولها. كذا في لسان العرب.
[قرعب]: قرعب، يقرعب، اقرعبابا: انقبض، وفي أخرى: تقبض من برد، أو غيره. وفي تهذيب ابن القطاع: تقبض في جلسته، كاقرنبع.
والمقرعب، على صيغة اسم الفاعل: الملقى برأسه إلى الأرض، بردا أو غضبا.
[قرقب]: القرقب: كقنفذ، وجعفر، وزخرب الأخيرة بضم الأول والثالث مع سكون الثاني وتشديد الموحدة: البطن، يمانية، عن كراع، وليس في الكلام على مثاله إلا طرطب وهو الضرع الطويل، ودهدن وهو الباطل.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: " فأقبل شيخ عليه قميص قرقبي ". قال ابن الأثير: هو منسوب إلى قرقوب، أي بالضم (4)، وهو د، من أعمال كسكر منها:
أبو سعيد الحسن بن علي بن سهل القرقوبي. روى عن عبد الله بن محمد بن جعفر الوراق وغيره؛ وقيل: هي ثياب بيض (5) كتان. ويروى بالفاء، وقد تقدم.
وكقنفذ: طائر ونقله عنه السيوطي في عنوان الديوان. وكزخزبة بضم الزاءين المعجمتين مع تشديد الموحدة: لحمة الصيد، هذا من زياداته.
* ومما بقي عليه:
القرقبة، وهو صوت البطن. وفي التهذيب: صوت البطن إذا اشتكى.