الشوك. والطويل الحسن الخلق. قال القتيبي - بعد أن قال: شذبت المال إذا فرقته -: وكأن المفرط في الطول فرق (1) خلقه ولم يجمع ولذلك قيل له مشذب. وكل شيء يتفرق (2) شذب.
قال ابن الأنباري: غلط القتيبي في المشذب أنه الطويل البائن الطول وأن أصله من النخلة التي شذب عنها جريدها أي قطع وفرق (3). وقال شيخنا: وزاد في الفائق: لأنها بذلك تطول ويزيد شطاطها.
قال ابن الأنباري: ولا يقال للبائن الطول إذا كان كثير اللحم مشذب حتى يكون في لحمه بعض النقصان. يقال: فرس مشذب إذا كان طويلا ليس بكثير اللحم.
وفي الأساس: ومن المجاز: فرس مشذب أي طويل. استعير من الجذع المشذب (4). قلت: ويفهم من كلام ابن الأنباري أن: رجل مشذب أيضا من المجاز كما هو ظاهر. وأنشد ثعلب:
دلو تمأى دبغت بالحلب * بلت بكفي عزب (5) مشذب كالشوذب، وهو من الرجال الطويل الحسن الخلق. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أطول من المربوع وأقصر من المشذب. قال أبو عبيد: المشذب: المفرط في الطول. وكذلك هو من كل شيء. قال جرير:
ألوى بها شذب العروق مشذب * فكأنها وكنت على طربال رواه شمر:
ألوى بها شنق العروق مشذب والشوذب: الطويل النجيب من كل شيء. وأنشد شمر قول ابن مقبل:
تذب عنه بليف شوذب شمل * يحمي أسرة بين الزور والثفن بليف أي بذنب. والشمل: الرقيق والأسرة: الخطوط.
ومن المجاز: والشاذب بمعنى المتنحي عن وطنه.
والشاذب (6): المفرد المأيوس من فلاحه كأنه عري من الخير. شبه بالشذب وهو ما يلقى من النخلة من الكرانيف وغير ذلك.
والشوذب: اسم. وذو الشوذب: ملك من ملوك حمير. وأبو محمد عبد الله بن عمر (7) بن أحمد بن علي بن شوذب المقري الواسطي محدث. وشوذب المدني مولى زيد بن ثابت. وشوذب أبو معاذ ويقال أبو عثمان تابعيان. وخالد بن شوذب الجشمي من أتباع التابعين. وشوذب: لقب بسطام بن مري اليشكري.
ومن المجاز أيضا: تشذبوا إذا تفرقوا.
ويقال: رجل شذب (8) العروق أي ظاهرها.
[شرب]: شرب الماء وغيره كسمع يشرب شربا مضبوط عندنا بالرفع، وضبطه شيخنا بالفتح وقال: إنه على القياس، ونقل أيضا أن الفتح أفصح وأقيس. قلت: وسيأتي ما ينافيه. ويثلث، ومنه قوله تعالى: فشاربون شرب الهيم (9) بالوجوه الثلاثة. قال يحيى (10) بن سعيد الأموي: سمعت ابن جريح يقرأ: فشاربون شرب الهيم فذكرت ذلك لجعفر بن محمد، فقال: وليست كذلك، إنما هي شرب الهيم. قال الفراء: وسائر القراء يرفعون الشين. وفي حديث أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب يروى بالضم والفتح، وهما بمعنى، والفتح أقل اللغتين وبها قرأ أبو عمرو، كذا في لسان العرب.
ومشربا بالفتح يكون موضعا ويكون مصدرا، وأنشد:
ويدعى ابن منجوف أمامي كأنه * خصي أتى للماء من غير مشرب (11)