وإذا جاء (ذا) بعد (ما) الاستفهامية، لم تحذف ألفها، نحو: بماذا تشغل، وذلك لأن (ذا) لما لم تثبت زيادته، ولا كونه موصولا، إلا مع (ما)، صار (ما) مع (ذا) ككلمة واحدة، فصار الألف كأنه في وسط الكلمة، والحذف قليل في الوسط، لتحصنه من الحوادث، ولذا لم يحذف الألف من (ما) الشرطية المجرورة، وإن شاركت الاستفهامية في التصدر في نحو: ما تصنع أصنع، 1 والنكرة الموصوفة، إما بمفرد، نحو: مررت بما معجب لك، وإما بجملة، كقوله:
425 - ربما تكره النفوس من الأمر * له فرجة كحل العقال 2 وجاز أن تكون (ما) ههنا، كافة، كما في قوله تعالى: (ربما يود الذين كفروا) 3، قال المصنف: إلا أن النجاة اختاروا كونها 4 موصوفة لئلا يلزم حذف الموصوف وإقامة الجار والمجرور، وهو (من الأمر) مقامه، وذلك قليل إلا بالشرط المذكور في باب الصفة 5 هذا قوله، ولا يمتنع أن تكون (من) متعلقة ب (تكره)، وهي للتبعيض كما في:
أخذت من الدراهم، أي: من الدراهم شيئا، فكذا هنا، معناه: تكره من الأمر شيئا، وقوله: له فرجة، صفة للأمر، لأن اللام غير مقصود قصده، ويجوز، أيضا، تضمين (تكره) معنى: تشمئز وتنقبض 6،