هذا لأن أباك لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وتركها ومضى ".
فقال له المهدي: حدها لي، فحدها فقال: هذا كثير فأنظر فيه (1).
[29] - 3 - روى الطبرسي:
أن عمر بن الخطاب كان يخطب الناس على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكر في خطبته أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فقال له الحسين (عليه السلام) - من ناحية المسجد -:
" إنزل أيها الكذاب عن منبر أبي رسول الله لا منبر أبيك! ".
فقال له عمر: فمنبر أبيك لعمري يا حسين لا منبر أبي، من علمك هذا، أبوك علي بن أبي طالب؟.
فقال له الحسين (عليه السلام): " إن أطع أبي فيما أمرني فلعمري إنه لهاد وأنا مهتد به، وله في رقاب الناس البيعة على عهد رسول الله، نزل بها جبرئيل من عند الله تعالى لا ينكرها إلا جاحد بالكتاب، قد عرفها الناس بقلوبهم وأنكروها بألسنتهم وويل للمنكرين حقنا أهل البيت، ماذا يلقاهم به محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من إدامة الغضب وشدة العذاب!! ".
فقال عمر: يا حسين من أنكر حق أبيك فعليه لعنة الله، أمرنا الناس فتأمرنا، ولو أمروا أباك لأطعنا.
فقال له الحسين: " يا ابن الخطاب فأي الناس أمرك على نفسه قبل أن تؤمر أبا بكر على نفسك ليؤمرك على الناس بلا حجة من نبي ولا رضي من آل محمد، فرضاكم كان لمحمد (صلى الله عليه وآله) رضى؟ أو رضى أهله كان له سخطا؟! أما والله لو إن للسان مقالا يطول تصديقه وفعلا يعينه المؤمنون، لما تخطات رقاب آل محمد، ترقى منبرهم، وصرت الحاكم عليهم بكتاب نزل فيهم لا تعرف معجمه، ولا تدري