24 - وقال (عليه السلام) لأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري: يا داود، إن لنا عليكم حقا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإن لكم علينا حقا، فمن عرف حقنا وجب حقه، ومن لم يعرف حقنا فلا حق له (1).
25 - وقال (عليه السلام) لأبي هاشم الجعفري: يا أبا هاشم، العقل حباء من الله، والأدب كلفة، فمن تكلف الأدب قدر عليه، ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا (2).
26 - وقال له ابن السكيت: ما الحجة على الخلق اليوم؟ فقال (عليه السلام): العقل، يعرف به الصادق على الله فيصدقه، والكاذب على الله فيكذبه. فقال ابن السكيت:
هذا والله هو الجواب (3).
هذا غيض من فيض، وقطرة من بحر هذا الإمام العظيم الذي ملأ الدنيا حكمة وموعظة، وفاض عليها ندى وأدبا وكرما، وخير سبيل لنا هو أن نرتشف من معين هذه الحكم البليغة، ونتزود منها قولا وعملا، ونتجمل بها ليوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.