الطلحي قاضي المدينة، فلما مضى موسى بن جعفر (عليه السلام)، جاء إخوة الإمام الرضا (عليه السلام) وقدموه إلى الطلحي القاضي، وقال العباس بن موسى للقاضي:
أصلحك الله، وأمتع بك، إن في أسفل هذا الكتاب كنزا وجوهرا، وهو يريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا، ولم يدع أبونا (رحمه الله) شيئا إلا ألجأه إليه وتركنا عالة، ولولا أني أكف نفسي لأخبرتك على رؤوس الملأ.
ووثب إليه إبراهيم بن محمد، وكان من شهود الوصية، فقال له: إذا والله تخبر بما لا نقبله منك، ولا نصدقك عليه، ثم تكون عندنا ملوما مدحورا، نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا، وكان أبوك أعرف بك، لو كان فيك خير، وما كان ليأمنك على تمرتين.
ووثب إليه إسحاق بن جعفر عمه، فأخذ بتلابيبه، وقال له: إنك لسفيه ضعيف أحمق، اجمع هذا مع ما كان بالأمس منك، وأعانه القوم أجمعون.
فقال القاضي أبو عمران لعلي الرضا (عليه السلام): قم يا أبا الحسن، حسبي ما لعنني أبوك اليوم، وقد وسع لك أبوك، ولا والله ما أحد أعرف بالولد من والده، وما كان أبوك بمستخف في عقله وضعيف في رأيه.
وقال العباس بن موسى بن جعفر (عليه السلام) للقاضي: أصلحك الله، فض الخاتم واقرأ ما تحته. فقال أبو عمران: لا أفضه، حسبي ما لعنني أبوك اليوم.
فقال العباس: فأنا أفضه. فقال: ذاك إليك. ففض العباس الخاتم، فإذا فيه إخراجهم وإقرار علي (عليه السلام) بها وحده، وإدخاله إبراهيم في ولاية علي (عليه السلام) إن أحبوا أو كرهوا، وإخراجهم من حد الصدقة وغيرها، وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلة، ولعلي (عليه السلام) خيرة...
وكان في الوصية التي فض العباس تحت الخاتم: هؤلاء الشهود إبراهيم بن