وقد روى عنه أبو خالد الواسطي مجموعة في الفقه تتناول العبادات والمعاملات أسماها (مسند الامام زيد).
أما مكانة زيد الأدبية فقد كان من الطراز الأول في الأدب والبلاغة وكان يشبه جده الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) في فصاحته وبلاغته (1)، ويقول المؤرخون:
إنه جرت بين زيد وبين جعفر بن الحسن منازعة في وصية فكانا إذا تنازعا انثال الناس عليهما ليسمعوا محاورتهما فكان الرجل يحفظ على صاحبه اللفظة من كلام جعفر ويحفظ الآخر اللفظة من كلام زيد فإذا انفصلا وتفرق الناس يكتبون ما قالاه ثم يتعلمونه كما يتعلم الواجب من الفرض والنادر من الشعر والسائر من المثل وكانا أعجوبة دهرهما وأحدوثة عصرهما (2).
واعترف خصمه الطاغية هشام بقدراته الأدبية، وبراعته في الكلام فقال:
" إنه حلو اللسان، شديد البيان، خليق بتمويه الكلام " (3) وقد حفلت مصادر الأدب والتأريخ بالشيء الكثير من روائع حكمه وهي من غرر الكلام العربي.
وكان الامام الباقر (عليه السلام) يجل أخاه زيدا ويكبره، ويحمل له في دخائل نفسه أعمق الود، وخالص الحب لأنه من أفذاذ الرجال، وصورة حية للبطولات النادرة، وقد روى المؤرخون صورا من ألوان ذلك الود والاكبار، وهذه بعضها:
1 - إنه قال له: " لقد أنجبت أم ولدتك يا زيد، اللهم اشدد أزري بزيد " (4).
وهذا يدل على مدى اكبار الامام وتعظيمه لزيد.
2 - روى سدير الصيرفي قال: كنت عند أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فدخل زيد