فقال: «اقسم هذا أثلاثا: ثلثا لي حنطني به، وثلثا لابنتي، وثلثا لك» غيري؟» (1) قالوا: لا.
قال - أبو ذر -: فما زال يناشدهم، ويذكرهم ما أكرمه الله - تعالى - وأنعم عليه به، حتى قام قائم الظهيرة ودنت الصلاة، ثم أقبل عليهم فقال: «أما إذا أقررتم على أنفسكم، وبان لكم من سببي الذي ذكرت، فعليكم بتقوى الله وحده، أنهاكم عن سخط الله، فلا تعرضوا ولا تضيعوا أمري، وردوا الحق إلى أهله، واتبعوا سنة نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) وسنتي من بعده، فإنكم إن خالفتموني خالفتم نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد سمع ذلك منه جميعكم، وسلموها إلى من هو لها أهل وهي له أهل، أما والله ما أنا بالراغب في دنياكم، ولا قلت ما قلت لكم افتخارا ولا تزكية لنفسي، ولكن حدثت بنعمة ربي وأخذت عليكم بالحجة.» ثم نهض (عليه السلام) إلى الصلاة.
قال - أبو ذر -: فتآمر القوم فيما بينهم وتشاوروا، فقالوا: قد فضل الله علي بن أبي طالب بما ذكر لكم، ولكنه رجل لا يفضل أحدا على أحد، ويجعلكم ومواليكم سواء، وإن وليتموه إياها ساوى بين أسودكم وأبيضكم، ولو وضع السيف على أعناقكم، لكن ولوها عثمان، فهو أقدمكم ميلا، وألينكم عريكة، وأجدر أن يتبع مسرتكم، والله غفور رحيم.
* الأمالي للطوسي، المجلس العشرون، الحديث الرابع ص 545 - الأمالي للطوسي، المجلس العشرون، الحديث 5 و 6 و 7 - ارشاد القلوب ص 259 - بحارالأنوار ج 31 ص 372 الرقم 24.