قال أبو سعيد الخدري: كنت حاضرا لما هلك أبو بكر واستخلف عمر، أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب وتزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه، حتى رفع إلى عمر فقال له: يا عمر إني جئتك اريد الاسلام، فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنة وجميع ما اريد أن أسأل عنه. - قال: - فقال له عمر: إني لست هناك لكني ارشدك إلى من هو أعلم امتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل عنه وهو ذاك - فأومأ إلى علي (عليه السلام) - فقال له اليهودي: يا عمر إن كان هذا كما تقول فما لك ولبيعة الناس وإنما ذاك أعلمهم! فزبره عمر.
ثم إن اليهودي قام إلى علي (عليه السلام) فقال له: أنت كما ذكر عمر؟ فقال: «وما قال عمر؟» فأخبره، قال: فإن كنت كما قال سألتك عن أشياء اريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم، فأعلم أنكم في دعواكم خير الامم وأعلمها صادقين ومع ذلك أدخل في دينكم الإسلام.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
«نعم أنا كما ذكر لك عمر، سل عما بدا لك اخبرك به إن شاء الله.» قال: أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة.
فقال له علي (عليه السلام):
«يا يهودي، ولم لم تقل: أخبرني عن سبع؟» فقال له اليهودي: إنك إن أخبرتني بالثلاث، سألتك عن البقية وإلا كففت، فإن أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض وأفضلهم وأولى الناس بالناس.
فقال (عليه السلام) له:
«سل عما بدا لك يا يهودي» قال: أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض؟ وأول شجرة غرست على وجه الأرض؟ وأول عين نبعت على وجه الأرض؟