بارد في يوم صائف، ومن أن أنظر إلى بني وبني يدورون حولي، فما بقي منك يا عمرو؟) فقال: (مال أغرسه فأصيب من ثمرته وغلته) فالتفت معاوية إلى وردان فقال: (ما بقي منك يا وردان؟) فقال: (صنيعة كريمة سنية أعلقها في أعناق قوم ذوي فضل وأخطار يكافئونني بها حتى ألقى الله تعالى وتكون لعقبي في أعقابهم بعدي).
وإنا نقف مما ذكره المسعودي على مبلغ ميل عمرو لاستثمار المال، ولا غرو فقد نشأ تاجرا فنما في نفسه حب الكسب منذ نعومة أظفاره حتى إذا ما وصل إلى مرتبة الأمراء لم لم يقف به هذا المركز عن مباشرة مهنة التجارة ابتغاء الكسب وتنمية ثروته.
وقد ذكر الطبري أن معاوية بن أبي سفيان ولى عبد الله بن عمرو ابن العاص على الكوفة فأتاه المغيرة بن شعبة وقال (استعملت عبد الله ابن عمرو على الكوفة وعمرا على مصر فتكون أنت بين لحيي الأسد، فعزله عنها، واستعمل المغيرة، ولما بلغ عمرا ذلك أراد أن يكيد للمغيرة فدخل على معاوية وقال له (استعملت المغيرة على الكوفة؟ فقال:
(نعم) فقال عمرو (أجعلته على الخراج) فقال: (نعم) فقال عمرو:
(تستعمل المغيرة على الخراج، فيغتال المال فيذهب فلا تأخذ منه شيئا، استعمل على الخراج من يخافك ويهابك ويتقيك) فعزل المغيرة عن الخراج واستعمله على الصلاة، فلقي المغيرة عمرا: (أنت المشير على أمير المؤمنين بما أشرت في عبد الله) قال: (نعم) فقال عمرو:
(هذه بتلك).
ومن أخباره مع معاوية والأنصار ما رواه صاحب الأغاني (ج 14 ص 122) قال: حضرت وفود الأنصار باب معاوية بن أبي سفيان، فخرج إليهم حاجبه فقالوا له (استأذن للأنصار) فدخل عليه وعنده