إسحاق وابن عقبة في سبب نزول هذه السورة عن يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له لو هلك استرحتم منه فنزلت.
وقيل: نزلت في أبي جهل.
وقيل غير ذلك فان قيل إذا كان المستنقص هو الأبتر الذي لا ولد له كيف يستقيم ذلك في العاص بن وائل فإنه ذو ولد وعقب؟ فكيف يثبت له البتر وانقطاع الولد.
فالجواب ان العاص وإن كان ذا ولد فقد انقطعت العصمة بينه وبينهم فليسوا باتباع له، لان الاسلام قد حجزهم عنه فلا يرثهم ولا يرثونه فهم أتباع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال السهيلي قوله - عز وجل -: (ان شانئك هو الأبتر) (الكوثر / 3) ولم يقل شانئك الأبتر ليضمن اختصاصه بهذا الوصف كما هو في مثل هذا الموضع يعطي الاختصاص مثل قول القائل ان زيدا فاسق فلا يكون مخصوصا بهذا الوصف دون غيره فإذا قلت إن يزيدا هو الفاسق لا الذي زعمت فدل ان الحصر من يزعم غير ذلك وهكذا قال الجرجاني وغيره في تفسيرها هو أن يعطي الاختصاص وكذلك قالوا في قوله تعالى: (وأنه هو أغنى وأبقى) (النجم / 48). ولما كان العباد يتوهمون ان غير الله قد يغنى قال هو أغنى وأبقى لا غيره.
التاسعة والأربعون: (وبأنه لا يدخل النار من تزوجت إليه أو تزوج إلي) فحرمه الله على النار وسلم كما رواه ابن عساكر من طريق الحارث عن علي مرفوعا والحاكم نحوه عن ابن أبي أوفى والحارث نحوه عن ابن عمر.
الخمسون: وبأنه صلى الله عليه وسلم منزه عن فعل المكروه. قال القاضي تاج الدين بن السبكي في (جمع الجوامع): وفعله غير محرم للعصمة وغير مكروه للنزاهة وما فعله مما هو مكروه في حقنا فإنما فعله بيان الجواز، فهو في حقه واجب للتبليغ، أو فضيلة ويثاب عليه ثواب واجب أو فاضل. والله تعالى أعلم.
الحادية والخمسون: وبأن رؤياه وحي.
الثانية والخمسون: وبأن ما رآه فهو حق وكذلك الأنبياء صلى الله عليه وسلم انتهى.
روى الطبراني عن معاذ بن جبل - رضي الله تعالى عنهما - في قوله تعالى: (اني رأيت أحد عشر كوكبا) (يوسف / 4) قال رؤيا الأنبياء وحي.