الباب الثالث في معجزاته صلى الله عليه وسلم في ابراء الأبكم والرتة واللقوة روى البيهقي عن شمر بن عطية عن بعض أشياخه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة بصبي قد شب فقالت: يا رسول الله ان ابني هذا لم يتكلم منذ ولد، فقال: (من أنا؟) قال: أنت رسول الله.
وروى البيهقي من طريق محمد بن يونس الكديمي ثنا معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقب اليمامي عن أبيه عن جده قال: حججت حجة الوداع، فدخلت دارا بمكة، فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت منه عجبا جاءه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أنا؟) قال: أنت رسول الله، قال: (صدقت، بارك الله فيك)، ثم إن الغلام لم يتكلم بعد ذلك حتى شب فكنا نسميه مبارك اليمامة (1).
قال الحافظ بن كثير: وهذا الحديث مما تكلم به الناس في محمد بن يونس بسببه، وأنكروه عليه واستغربوا شيخه، وليس هذا مما ينكر عقلا بل شرعا، على أنه قد ورد هذا الحديث من غير طريق محمد بن يونس، فرواه البيهقي من طريق أبي الحسين محمد أحمد بن جميع. حدثنا العباس بن محبوب بن عثمان بن عبيد الله بن الفضل حدثنا أبي حدثنا جدي شاصونة بن عبيد قال: حدثنا معرض بن عبد الله بن معيقب عن أبيه عن جده، قال: حججت حجة الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه كدارة القمر، فسمعت منه عجبا أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام من أنا؟) قال: أنت رسول الله، فقال له: (بارك الله فيك) ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها.
وروى الحاكم عن أبي عمر الزاهد قال: لما دخلت اليمن دخلت إلى حرة فسألت عن هذا الحديث فوجدته ودخلت إلى قبره فزرته.
وروى الامام إسحاق بن إبراهيم الرملي في فوائده عن بشير بن عقربة الجهني قال: أتى عقربة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (من هذا معك، يا عقربة؟) قال: ابني بحير قال: (ادن) فدنوت حتى قعدت عن يمينه، فمسح على رأسي بيده، فقال: (ما اسمك؟) قلت: بحير يا رسول الله، قال: (لا، ولكن اسمك بشير) وكانت في لساني عقدة فنفث النبي صلى الله عليه وسلم في في فانحلت من لساني وأبيض كل شئ من رأسي ما خلا ما وضع يده عليه فكان أسود (2).