الباب الثلاثون في اخباره صلى الله عليه وسلم بقتل الأعرابي قبل أن ينخرق سقاؤه فكان كما قال صلى الله عليه وسلم روى الطبراني برجال الصحيح، عن كدير الضبي أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: (تقول العدل وتعطي الفضل)، قال:
والله لا أستطيع أن أقول العدل كل ساعة، وما أستطيع أن أعطي الفضل قال: (فتطعم الطعام وتفشي السلام) قال: هذه أيضا شديدة، قال: (فهل لك ابل؟) قال: نعم، قال: (فانظر إلى بعير من ابلك، وسقاية ثم اعمد إلى أهل بيت لا يشربون الماء الا غبا فاسقهم، فلعلك لا يهلك بعيرك، ولا ينخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة)، فانطلق الأعرابي يكبر فما انخرق سقاؤه ولا هلك بعيره، حتى قتل شهيدا.
الباب الحادي والثلاثون في اخباره صلى الله عليه وسلم برجل من أمته يدخل الجنة في الدنيا فكان كما قال صلى الله عليه وسلم روى الطبراني في مسند الشاميين وابن حبان في الثقات من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن شريك بن خباشة النميري، أنه ذهب يستقي من جب سليمان ببيت المقدس فانقطع دلوه فنزل ليخرجه فبينا هو في طلبه، إذا هو بشجرة فتناول منها ورقة فأخرجها معه فإذا هي ليست من شجر الدنيا، فأتى بها عمر، فقال: أشهد أن هذا هو الحق. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(يدخل الجنة من هذه الأمة رجل من أهل الدنيا) فجعل الورقة بين دفتي المصحف.
وأخرجه الكلبي من وجه آخر عن امرأة شريك بن خباشة عنه، قال: خرجنا مع عمر أيام خرج إلى الشام فذكر القصة، وفيه فأرسل عمر إلى كعب، فقال: هل تجد في الكتاب أن رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدنيا؟ قال: نعم.
الباب الثاني والثلاثون في اخباره صلى الله عليه وسلم بحال محمد بن حنفية رحمه الله تعالى روى البيهقي عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيولد لك بعدي غلام قد نحلته اسمي وكنيتي).