كثيرا فأنساه، قال: (ابسط رداءك)، فبسطت، فغرف بيده فيه، ثم قال: (ضمه) فضممته فما نسيت حديثا بعده (1).
وروى البيهقي والحاكم وصححه عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله تبعثني، وأنا شاب أقضي بينهم، ولا أدري ما القضاء؟ فضرب بيده في صدري وقال: (اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه) فوالذي فلق الحبة، ما شككت في قضاء بين اثنين (2).
وروى الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: كانت امرأة ترافث الرجال، وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل ثريدا فطلبت منه فناولها، فقالت: أطعمني مما في فيك، فأعطاها، فأكلت، فعلاها الحياء، فلم ترافث أحدا حتى ماتت.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
الرفث: التصريح بالكلام القبيح.
الحياء: (....).
الباب العاشر في معجزاته صلى الله عليه وسلم في ابراء الجنون روى أبو نعيم عن الوازع أنه انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن له مجنون، فمسح وجهه ودعا له فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعقل منه.
وروى الشيخان عن جابر رضي الله عنه قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سلمة، فوجدني لا أعقل، فدعا بماء فتوضأ فرش منه علي فأفقت.
وروى الدارمي والطبراني عن ابن عباس ان امرأة جاءت بابن لها، فقالت: يا رسول الله، ان بابني هذا جنونا، وانه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له، فثغ ثغة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي (3).
وروى البيهقي بسند جيد عن محمد بن سيرين مرسلا أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: هذا ابني، وقد أتى عليه كذا وكذا، وهو كما ترى، فادع الله تعالى أن