دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته فلم أر شيئا ووجدت ريح المسك فقلت: يا رسول الله اني لم أر شيئا فقلت: يا رسول الله: إذا دخلت لتتوضأ دخلنا بعدك فلا نجد أثر غائط ونجد رائحة الموضع رائحة الطيب فقال: (أو ما علمت يا عائشة بأن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء ولا يرى منه شئ) وفي لفظ: (فلأن الأرض أمرت أن تبتلعه منا معاشر الأنبياء وفي لفظ: نبتت على أجسادنا على أرواح الجنة فما خرج منا من شئ تبلعه الأرض). في لفظ: (أما علمت أنا معاشر الأنبياء نبتت أجسادنا على أرواح الجنة فما خرج منا من شئ ابتلعته الأرض يا عائشة). وفي لفظ: (انا معاشر الأنبياء إذا تورطنا في بقعة أمر الله تعالى الأرض فابتلعته وحول الموضع رائحة الطيب) كذا وقع تروطنا قال أبو الحسن بن الضحاك وأظنه والله تعالى أعلم تغوطنا.
روى الخطيب في (رواة مالك) نحوه عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله تعالى عنه - ولفظه: حدثنا أبو يعلى محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن علي الجرجاني، حدثنا إسحاق بن الصلت، أخبرنا مالك بن أنس، أخبرنا أبو الزبير المكي، حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء لو لم يأت بالقرآن لامنت به تصحرنا في جبانة تنقطع الطرق دونها فذكر الحديث وفيه فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبادرته بالماء وقلت لعل الله أن يطلعني على ما خرج من جوفه فآكله فرأيت الأرض بيضاء فقلت: يا رسول الله: أما كنت توضأت؟ قال: (بل، ولكنا معشر الأنبياء أمرت الأرض أن تواري ما يخرج منا من الغائط والبول) وذكر الحديث.
فقال أبو الحسن بن الضحاك: حدثنا أبو القاسم محمد بن العاص حدثنا عبد الله بن فرج الزاهد، حدثنا أبو جعفر بن محمد قال: أنبأنا ابن محمد بن يحيى قال: (1) أنبأنا أبو سعيد الفضل بن محمد بن إبراهيم، حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد، أخبرنا علي بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال: بلغنا انه لم يوجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجيع من الخلاء قط.
ورواه الحكم الترمذي عن ذكوان وهذه الطرق إذا ضم بعضها إلى بعض أدت إلى قوة الحديث وقد رواه البيهقي من طريق الحسين بن علوان عن هشام بن عروة وقال هذا من موضوعات ابن علوان وقد علمت مما تقدم أن ابن علوان لم ينفرد به بل تابعه عبدة بن سليمان وسئل الحافظ عبد الغني - رحمه الله تعالى - عما كان يخرج منه صلى الله عليه وسلم فقال: روى ذلك من وجه غريب والظاهر يؤيده فإنه لم يذكر أحد من الصحابة أنه رآه ولا ذكره، وأما البول فقد شاهد غير واحد، وشربته أم أيمن - رضي الله عنها -.