انما قتله من أجل جمله وغنمه فذلك حين يقول: (تبتغون عرض الحياة الدنيا) فلما بلغ (فمن الله عليكم) يقول: فتاب الله عليكم. فحلف أسامة ان لا يقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله بعد ذلك وما لقي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه.
وروى ابن أبي حاتم رضي الله تعالى عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مرداس بديته ورد ماله إليهم.
تنبيهات الأول: قال الحافظ ليس في قول أسامة تعشيا الخ قد يدل على أنه كان أمير الجيش كما هو ظاهر قول البخاري (باب بعث أسامة بن زيد إلى الحرقات) وقد ذكر أهل المغازي سرية غالب بن زيد وسرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة في رمضان سنة سبع وقالوا: ان أسامة قتل الرجل في هذه السرية.
قال: ثبت ان أسامة كان أمير الجيش فالذي صنعه البخاري هو الصواب، لأنه ما أمر الا بعد قتل أبيه بغزوة مؤتة، وذلك في رجب سنة ثمان، وان لم يثبت انه كان أميرها رجح ما قاله أهل المغازي.
وقال في موضع آخر: هذه السرية يقال لها سرية غالب بن عبيد الله، وكانت في رمضان سنة سبع فيما ذكره ابن سعد عن شيخه، وكذا ذكره ابن إسحاق في المغازي، قال: حدثني شيخ من أسلم عن رجال من قومه قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبيد الله إلى أرض بني مرة وبها مرداس بن نهيك حليف لهم من بني الحرقة فقتله أسامة فهذا يبين السبب في قول أسامة (بعثنا إلى الحرقات (من جهينة والذي يظهر ان قصة الذي قتل ثم مات فدفن ولفظته الأرض غير قصة أسامة لأنه عاش بعد ذلك دهرا طويلا) وترجم البخاري في المغازي (باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة) فجرى الداود ي في شرحه على ظاهره فقال فيه (تأمير من لم يبلغ) وتعقب من وجهين: أحدهما انه ليس فيه تصريح بأن أسامة كان الأمير، إذ يحتمل ان يكون جعل الترجمة باسمه لكونه وقعت له تلك الواقعة لا لكونه كان الأمير الخ ما ذكره الحافظ قد قال بعض الشراح الصحيح ما ذكره أهل المغازي مخالفا لظاهر ترجمة البخاري أن أميرها أسامة ولعل المصير إلى ما في البخاري فهو الراجح بل الصواب انتهى.
وروى ابن جرير عن السدي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عليها أسامة بن زيد فذكر القصة وروى ابن سعد عن جعفر بن برقان قال: حدثنا الحضرمي رجل من أهل اليمامة قال:
بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أسامة بن زيد على جيش فذكر القصة.