ثم قال البخاري في موضع آخر (1): حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا فضيل ابن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، حدثني كريب، عن عبد الله بن عباس، قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة بعد ما ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه، ولم ينه عن شئ من الأردية والأزر تلبس إلا المزعفرة التي تردع على الجلد، فأصبح بذى الحليفة، ركب راحلته حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه وقلد بدنه، وذلك لخمس بقين [من ذي القعدة، فقدم مكة لأربع ليال خلون (2)] من ذي الحجة.
فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ولم يحل من أجل بدنه لأنه قلدها، ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون وهو مهل بالحج ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة، وأمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ثم يقصروا من رؤوسهم ثم يحلوا، وذلك لمن لم يكن معه بدنة قلدها، ومن كانت معه امرأته فهي له حلال والطيب والثياب.
انفرد به البخاري.
وقد روى الإمام أحمد عن بهز بن أسد وحجاج وروح بن عبادة وعفان بن مسلم، كلهم عن شعبة قال: أخبرني قتادة، قال سمعت أبا حسان الأعراج الأجرد، وهو مسلم ابن عبد الله البصري، عن ابن عباس، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بذى الحليفة، ثم دعا ببدنته فأشعر صفحة سنامها الأيمن وسلت (1) الدم عنها وقلدها نعلين، ثم دعا براحلته، فلما استوت على البيداء أهل بالحج.
ورواه أيضا عن هشيم، أنبأنا أصحابنا منهم شعبة. فذكر نحوه.
ثم رواه الإمام أحمد أيضا عن روح وأبى داود الطيالسي ووكيع بن الجراح، كلهم