وآليت ان لا يسمعها أحد قبلك فأمرني بالجلوس حتى خف الناس فأنشدته " مدارس آيات " حتى اتى إلى آخرها فلما فرغ أمر له بستمأة دينار وقال استعن بها على سفرك فطلب شيئا من ثيابه فأعطاه جبه فخرج حتى وصل قم فاعطوه بالجبة ألف دينار فأبى ان يبيعها وقال لا والله ولا خرقه منها بألف دينار فاخرجوا من قطع عليه الطريق فاخذوها فرجع إلى قم وكلمهم فيها فقالوا ليس إليها سبيل وأعطوه ألف دينار وخرقه منها.
قلت هذه غير الرواية الأولى وتلك نرويها بأخبرنا وحدثنا.
وروى عن ياسر الخادم والريان بن الصلت ان المأمون لما عقد للرضا عليه السلام بولاية العهد امره بالركوب إلى صلاة العيد فامتنع وقال قد علمت بما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الامر فاعفني من الصلاة فقال المأمون انما أريد بذلك ان يعرفك الناس ويشتهر فضلك وترددت الرسل بينهم فلما ألح المأمون عليه قال أعفيتني كان أحب إلي وان أبيت فاني اخرج كما كان يخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام فقال المأمون اخرج كيف شئت وامر القواد والجند والناس يبكروا بالركوب إلى باب الرضا عليه السلام.
فقعد الناس لأبي الحسن عليه السلام في الطرقات والسطوح واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه وصار القواد والجند إلى بابه فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس فاغتسل ولبس ثيابه وتعمم بعمامة قطن بيضاء وألقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفيه ومس طيبا واخذ عكازا وقال لمواليه افعلوا كما فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف وقد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة فمشى قليلا ورفع رأسه إلى السماء وكبر وكبر مواليه معه ثم مشى حتى وقف على الباب.
فلما رآه القواد الجند على تلك الصورة سقطوا إلى الأرض وكان