ادخلوا وخذوا لنا معكم لبابيد وبرانس ثم قال ارحل يا يحيى فقلت في نفسي وهذا أعجب من الأول يخاف ان يلحقنا الشتاء في الطريق حتى اخذ معه اللبابيد والبرانس.
فخرجت وانا استصغر فهمه فسرنا حتى إذا وصلنا إلى موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة واسودت وأرعدت وأبرقت حتى إذا صارت على رؤسنا أرسلت على رؤسنا بردا مثل الصخور وقد شد على نفسه عليه السلام وعلى غلمانه الخفاتين ولبسوا اللبابيد والبرانس وقال لغلمانه ادفعوا إلى يحيى لبادة وإلى الكاتب برنسا وتجمعنا والبرد يأخذنا حتى قتل من أصحابي ثمانين رجلا وزالت وعاد الحر كما كان فقال لي يا يحيى انزل من بقي من أصحابك فادفن من مات منهم فهكذا يملأ الله هذه البرية قبورا.
قال فرميت بنفسي عن دابتي وغدوت إليه فقبلت رجله وركابه وقلت انا اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله وانكم خلفاء الله في ارضه فقد كنت كافرا وقد أسلمت الان على يديك يا مولاي قال يحيى وتشيعت ولزمت خدمته إلى أن مضى ومنها ان هبة الله بن أبي منصور الموصلي قال كان بديار ربيعة كاتب لها نصراني يسمى يوسف بن يعقوب وكان بينه وبين والدي صداقة قال فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي فيم قدمت في هذا الوقت قال دعيت إلى حضرة المتوكل ولا أدري ما يراد منى الا إني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار وقد حملتها لعلي بن محمد الرضا عليه السلام معي فقال له والدي قد وفقت في هذا وخرج إلى حضرة المتوكل وجاءنا بعد أيام قلائل فرحا مسرورا مستبشرا فقال له والدي حدثني حديثك قال صرت إلى سر من رأى وما دخلتها قط فنزلت في دار وقلت يجب ان أوصل هذه