وكان معه بزاة فلما بعد عن العمارة اخذ بازيا فأرسله على دراجة فغاب عن عينه غيبة طويلة ثم عاد من الجو وفي منقاره سمكة صغيرة وبها بقايا الحياة فتعجب الخليفة من ذلك غاية التعجب ثم اخذها في يده وعاد إلى داره في الطريق الذي اقبل منه فلما وصل إلى ذلك المكان وجد الصبيان على حالهم فانصرفوا كما فعلوا أول مرة وأبو جعفر لم ينصرف ووقف كما وقف أولا فلما دنا منه الخليفة قال يا محمد قال لبيك يا أمير المؤمنين قال ما في يدي فألهمه الله عز وعلا أن قال يا أمير المؤمنين ان الله تعالى خلق بمشيته في بحر قدرته سمكا صغارا تصيدها بزاة الملوك والخلفاء فيختبرون بها سلالة أهل بيت النبوة فلما سمع المأمون كلامه عجب منه وجعل يطيل نظره إليه وقال أنت ابن الرضا حقا وضاعف إحسانه إليه.
وفي هذه الواقعة منقبة تكفيه عن غيرها ويستغني بها عن سواها.
ولده أبو الحسن علي وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
واما عمره فإنه مات في ذي الحجة من سنة مأتين وعشرين للهجرة في خلافة المعتصم وقد تقدم ذكر ولادته في سنة مأة وخمس وتسعين فيكون عمره خمسا وعشرين سنة وقبره ببغداد في مقابر قريش " آخر كلام كمال الدين ابن طلحة " أقول إني رأيت في كتاب لم يحضرني الان اسمه ولعلي أراه بعد هذا ابن البزاة عادت وفي أرجلها حيات خضر وانه سأل بعض الأئمة عليهم السلام فقال قبل ان يفصح عن السؤال ان بين السماء والأرض حيات خضراء تصيدها بزاة شهب يمتحن بها أولاد الأنبياء وما هذا معناه والله أعلم.
قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه الله أبو جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب