وقال لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراع البغي وقال الناس ضربان بالغ لا يكتفي وطالب لا يجد وكان زيد بن موسى بن جعفر خرج بالبصرة ودعا إلى نفسه وأحرق دورا وعاث ثم ظفر به وحمل إلى المأمون قال زيد لما دخلت إلى المأمون نظر إلي ثم قال اذهبوا به إلى أخيه أبي الحسن علي بن موسى الرضا فتركني بين يديه ساعة واقفا ثم قال يا زيد سوءة لك ما أنت قائل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سفكت الدماء وأخفت السبيل واخذت المال من غير حله لعله غرك حديث حمقى أهل الكوفة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله ذريتها على النار ان هذا لمن خرج من بطنها والحسن والحسين فقط والله ما نالوا ذلك الا بطاعة الله فلئن أردت ان تنال بمعصية الله ما نالوا بطاعته انك إذا لأكرم على الله منهم قلت ظفر المأمون بزيد وانفاذه إياه إلى أخيه وظفره قبل هذا بمحمد ابن جعفر وعفوه عنه وقد خرجا وادعيا الخلافة وفعلا ما فعلا من العيث في بلاده يقوي حجة من ادعى ان المأمون لم يغدر به عليه السلام ولا ركب منه ما اتهم به فان محمدا وزيدا لا يقاربان الرضا عليه السلام في منزلته من الله سبحانه وتعالى ومن المأمون ولم يكن له ذنب يقارب ذنوبهما بل لم يكن له ذنب أصلا فما وجه العفو هناك والفتك هنا والله أعلم.
ووقع إلى حيث انتهيت إلى هنا كتاب الطبرسي " إعلام الورى " وقد كانت لي نسخه فشذت قال " الباب السابع في ذكر الامام المرتضى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام وهو ستة فصول "