بعلمه كقضاء داود عليه السلام لا يسأل البينة وكنت أردت ان تسأل عن حمى الربع فأنسيت فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم فكتبت ذلك وعلقته على محموم فبرء وأفاق قال إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس قال قعدت لأبي محمد عليه السلام على ظهر الطريق فلما مر بي شكوت إليه الحاجة وحلفت له انه ليس عندي درهم واحد فما فوقه ولا غداء ولا عشاء قال فقال تحلف بالله كاذبا وقد دفنت مأتي دينار وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية اعطه يا غلام ما معك فأعطاني غلامه ماءة دينار ثم اقبل علي فقال إنك تحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون إليها وصدق عليه السلام وذلك إني أنفقت ما وصلني به واضطررت ضرورة شديدة إلى شئ أنفقه وانغلقت على أبواب الرزق فنبشت عن الدنانير التي كنت دفنتها فلم أجدها فنظرت فإذا ابن لي قد عرف موضعها فاخذها وهرب فما قدرت منها على شئ قال علي بن زيد بن علي بن الحسين كان لي فرس وكنت به معجبا أكثر ذكره في المحافل فدخلت على أبي محمد عليه السلام يوما فقال ما فعل فرسك فقلت هاهو على بابك الان نزلت عنه فقال استبدل به قبل المساء ان قدرت على مشتر لا تؤخر ذلك ودخل علينا داخل فانقطع الكلام فقمت من مكاني مفكرا ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي قال لي ما أدري ما أقول في هذا وشححت به ونفست على الناس ببيعه وأمسينا فلما صلينا العتمة جائني السايس فقال نفق فرسك الساعة فاغتممت وعلمت انه عنى هذا بذلك القول ثم دخلت على أبي محمد بعد أيام وانا أقول في نفسي ليته أخلف علي دابة فلما جلست قال قبل ان أحدث بشئ نعم نخلف عليك يا غلام اعطه برذوني الكميت ثم قال هذا خير من فرسك وأوطأ وأطول عمرا
(٢٠٩)