الفصل الأول في تاريخ مولده ومبلغ سنه ووقت وفاته عليه السلام.
ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة ويقال انه ولد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفات أبي عبد الله عليه السلام بخمس سنين رواه الشيخ أبو جعفر ابن بابويه وقيل يوم الخميس وأمه أم ولد يقال لها أم البنين واسمها نجمة ويقال سكن النوبية ويقال تكتم.
وروى الصولي عن عون بن محمد قال سمعت علي بن ميثم قال اشترت حميدة المصفاة وهي أم أبي الحسن موسى وكانت من اشراف العجم جارية مولدة واسمها تكتم وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها واعظامها لمولاتها حميدة حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها اجلالا لها فقالت لابنها موسى يا بني ان تكتم جارية ما رأيت جاريه قط أفضل منها ولست أشك ان الله سيطهر نسلها ان كان لها نسل وقد وهبتها لك فاستوص بها خيرا.
ومما يدل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلام الا ان خير الناس نفسا ووالدا ورهطا وأجدادا علي المعظم أتتنا به للعلم والحلم ثامنا إماما يؤدي حجة الله تكتم وفي رواية أخرى عن علي بن ميثم عن أبيه قال إن حميدة أم موسى ابن جعفر عليه السلام لما اشترت نجمة رأت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لها يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى فإنه سيلد منها خير أهل الأرض فوهبتها له فلما ولدت له الرضا سماها الطاهرة.
وقبض عليه السلام في طوس بخراسان في قرية يقال لها سناباذ في آخر صفر وقيل إنه توفى عليه السلام في شهر رمضان بسبع بقين منه يوم الجمعة من سنة ثلاث ومأتين وله يومئذ خمس وخمسون سنة وكانت مدة إمامته وخلافته لأبيه