كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٧٤
إذا صليت الظهر غدا فعد إلي، فعدت إليه في الوقت المعين فلم أجد عنده حاجبا يحبسني دونه، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز ماء، فدعا بوعاء مشدود مختوم، فقلت في نفسي: قد أمنني حتى يخرج إلي جوهرا فكسر الختم وحله، فإذا فيه سويق فأخرج منه فصبه في القدح وصب عليه ماءا فشرب وسقاني، فلم أصبر فقلت له: يا أمير المؤمنين أتصنع هذا في العراق وطعامه كما ترى في كثرته؟ فقال: أما والله ما أختم عليه بخلا به، ولكني أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن ينقص فيوضع فيه من غيره، وأنا أكره أن أدخل بطني إلا طيبا فلذلك احترز عليه كما ترى، فإياك وتناول ما لا تعلم حله.
ومن ذلك: ما حكاه عنه مجاهد قال: قال لي علي: جعت يوما بالمدينة جوعا شديدا، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها عليه كل ذنوب على تمرة، فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت: بكفي هكذا بين يديها وبسط الراوي كفيه وجمعها فعدت لي ستة عشرة تمرة، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته فأكل معي منها.
(الذنوب الدلو الملئ ماءا، ومجلت يده تمجل مجلا: إذا تنفطت من العمل ومجلت بالكسر مجلا وأمجل العمل يده.) ومن ذلك: انه أتى بزقاق فيها عسل من اليمن، ونزل بالحسن عليه السلام ضيف فاشترى خبزا وطلب من قنبر أدما ففتح زقا وأعطاه منه رطلا، فلما قعد عليه السلام ليقسمها قال: يا قنبر قد حدث في هذا الزق حدث؟ قال: صدقت يا أمير المؤمنين وأخبره فغضب وقال: علي به فلما حضرهم بضربه فأقسم عليه بعمه جعفر وكان عليه السلام إذا أقسم به عليه سكن فقال: ما حملك على أن أخذت قبل القسمة؟ قال: إن لنا فيه حقا فإذا أعطيتنا رددناه، قال: لا يجوز أن
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357