كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٨٥
لا حاجة بنا إلى مبارزتكم، إنما طلبنا بنى عمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصار ارجعوا إلى مواقفكم ثم قال: قم يا علي، قم يا حمزة، قم يا عبيدة، قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم، إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله، فقاموا فصفوا للقوم وكان عليهم البيض فلم يعرفوا فقال لهم عتبة: تكلموا فان كنتم أكفاءنا قاتلناكم، فقال حمزة: أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله فقال عتبة كفو كريم، وقال أمير المؤمنين: أنا علي بن أبي طالب، وقال عبيدة: أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، فقال عتبة لابنه الوليد قم يا وليد فبرز إليه أمير المؤمنين وكانا إذ ذاك أصغرا الجماعة سنا فاختلفا ضربتين فأخطأت ضربة الوليد واتقى بيده اليسرى ضربة أمير المؤمنين فأبانتها فروى أنه كان يذكر بدرا وقتله الوليد فقال في حديثه: كأني أنظر إلى وميض خاتمه في شماله ثم ضربته أخرى فصرعته وسلبته فرأيت به ردعا من خلوق فعلمت انه قريب عهد بعرس، وبارز عتبة حمزة فقتله حمزة ومشى عبيدة وكان أسن القوم إلى شيبة، فاختلفا ضربتين فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة فقطعها واستنقذه أمير المؤمنين وحمزة منه، وقتلا شيبة وحمل عبيدة من مكانه فمات بالصفراء.
قال علي عليه السلام: لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم وقد قتلنا عتبة والوليد وشيبة إذ أقبل إلى حنظلة بن سفيان فلما دنا منى ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلا، وقيل مر عثمان بن عفان بسعيد بن العاص وقال: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نتحدث عنده، فانطلقا فصار عثمان إلى مجلس الذي يشبهه وملت أنا في ناحية القوم، فنظر إلى عمر وقال: مالي أراك كأن في نفسك علي شيئا، أتظن أنى قتلت أباك والله لوددت انى كنت قاتله، ولو قتلته لم اعتذر من قتل كافر، لكني مررت به
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357