كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٦٣
انى صائم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من منعه الصوم من طعام يشتهيه كان حقا على الله أن يطعمه من طعام الجنة، ويسقيه من شرابها، قال: فقلت لجاريته وهي قائمة بقرب منه: ويحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ ألا تنخلون له طعاما مما أرى فيه من النخالة؟ فقالت: لقد تقدم إلينا أن لا ننخل له طعاما، قال عليه السلام: ما قلت لها؟ فأخبرته فقال: بأبي وأمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله عز وجل (الحازر: اللبن الحامض) انظر هداك الله وإيانا إلى شدة زهده وقناعته فان ايراده الحديث وقوله عليه السلام من منع نفسه من طعام يشتهيه دليل على رضاه بطعامه وكونه عنده طعاما مشتهى يرغب فيه من يراه.
وما ذاك لأنه عليه السلام لا يهتدى إلى الأطعمة المتخيرة والألوان المعجبة ولكنه اقتدى برسول الله، ووطن نفسه الشريفة على الصبر على جشوبة المأكل وخشونة الملبس، رجاء ما عند الله وتأسيا برسول الله صلى الله عليه وآله فصار ذلك له ملكة وطبيعة، ومن عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل.
ومنه - وفيه دليل على ما قلته - عن عدى بن ثابت قال: أتى علي بن أبي طالب عليه السلام بفالوذج فأبى أن يأكل منه وقال: شئ لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وآله لا أحب ان آكل منه.
ومنه عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادى من خلفي ارفع إزارك فإنه أتقى لثوبك وأبقى لك، وخذ من رأسك ان كنت مسلما، فمشيت خلفه وهو مؤتزر بازار ومرتد برداء ومعه الدرة كأنه اعرابي فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراك غريبا بهذا البلد؟ قلت: أجل رجل من أهل البصرة، قال: هذا على أمير المؤمنين حتى انتهى إلى دار أبى معيط وهو سوق الإبل، فقال: بيعوا ولا تحلفوا، فان اليمين تنفق السلعة وتمحق
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357