كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٧٣
أبى طالب عليه السلام، والله لقد جئته في رجل كان قد ولاه صدقاتنا فجار علينا فصادفته قائما يصلى، فلما رآني انفتل من صلاته ثم أقبل على برحمة ورفق ورأفة وتعطف وقال: ألك حاجة؟ قلت: نعم. فأخبرته الخبر فبكى ثم قال:
اللهم أنت الشاهد علي وعليهم، وإني لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك ثم أخرج قطعة جلد فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم (قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين) فإذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام. ثم دفع الرقعة إلي فوالله ما ختمها بطين ولا خذمها فجئت بالرقعة إلى صاحبه فانصرف عنا معزولا فقال معاوية: اكتبوا لها كما تريد واصرفوها إلى بلدها غير شاكية.
وكم له عليه السلام من الآثار والاخبار والمناقب التي لا تستر أو يستر وجه النهار والسيرة التي هي عنوان السير والمفاخر التي يتعلم منها من فخر، والمآثر التي تعجز من بقى كما أعجزت من غبر.
وخرج عليه السلام يوما وعليه إزار مرقوع فعوتب عليه فقال: يخشع القلب بلبسه ويقتدى بي المؤمن إذا رآه علي.
واشترى عليه السلام يوما ثوبين غليظين فخير قنبرا فيهما، فأخذ واحدا فلبس هو الاخر، ورأى في كمه طولا عن أصابعه فقطعه.
وخرج يوما إلى السوق ومعه سيفه ليبيعه فقال: من يشترى منى هذا السيف فوالذي فلق الحبة لطال ما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ولو كان عندي ثمن إزار لما بعته.
وكان عليه السلام قد ولى على عكبرا رجلا من ثقيف قال: قال لي علي عليه السلام:
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357