كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٧٧
قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة عليهما السلام وقد ذكر، قال: ووضع ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
قال ابن عباس: وشرى علي عليه السلام نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه فجاء أبو بكر وهو يظنه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وبات علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور وقد لف رأسه بالثوب، لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف رأسه فقالوا: إنك لئيم كان صاحبك لا يتضور ونحن نرميه، وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك.
قال ابن عباس: وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك فقال علي:
أخرج معك؟ فقال: لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي. لا ينبغي أذهب إلا وأنت خليفتي، قال وقال له: أنت ولى كل مؤمن بعدي ومؤمنة.
قال ابن عباس: وسد رسول الله صلى الله عليه وآله أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.
قال وقال: من كنت مولاه فان مولاه علي، وهذا الحديث بطوله ذكر آنفا وذكره في غير هذا الباب أنسب ولكن جرى القلم.
واما شجاعة أمير المؤمنين وبأسه ومصادمته الاقران ومراسه وثبات جأشه حيث تزلزل الاقدام، وشدة صبره حين تطير فراخ الهام، وسطوته وقلوب الشجعان واجفة، واستقراره وأقدام الابطال راجفة ونجدته عند انخلاع القلوب من الصدر وبسالته ورحى الحرب تدور والدماء تفور، ونجوم الأسنة تطلع وتغور، وحماسته والموت قد كشر عن نابه. وسماحته
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357