كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٦٩
يسقى نخلا بشئ من شعير، فلما قبضه طحن ثلثه واتخذوا منه طعاما، فلما تم أتى مسكين فاخرجوا إليه الطعام وعملوا الثلث الثاني، فأتاهم يتيم فاخرجوه إليه وعملوا الثلث الثالث، فأتاهم أسير فاخرجوا الطعام إليه وطوى على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وعلم الله حسن مقصدهم وصدق نياتهم، وانهم إنما أرادوا بما فعلوه وجهه، وطلبوا بما أتوه ما عنده، والتمسوا الجزاء منه عز وجل فأنزل الله فيهم قرآنا، وأولاهم من لدنه احسانا ونشر لهم بين العالمين ديوانا، وعوضهم عما بذلوا جنانا وحورا وولدانا، فقال: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) إلى آخرها، وهذه منقبة لها عند الله محل كريم، وجودهم بالطعام مع شدة الحاجة إليه أمر عظيم ولهذا تتابع فيها وعده سبحانه بفنون الألطاف وضروب الانعام والاسعاف وقيل: ان الضمير في حبه يعود إلى الله تعالى وهو الظاهر، وقيل: إلى الطعام واعلم أن أنواع العبادة كثيرة وهي متوقفة على قوة اليقين بالله تعالى وما عنده، وما أعده لأوليائه في دار الجزاء، وعلى شدة الخوف من الله تعالى وأليم عقابه نعوذ بالله منه.
وعلي عليه السلام القائل: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، فشدة يقينه دالة على قوة دينه، ورجاحة موازينه، وقد تظاهرت الروايات انه لم يكن نوع من أنواع العبادة والزهد والورع إلا وحظه منه وافر الأقسام، ونصيبه منه تام بل زائد على التمام، وما اجتمع الأصحاب على خير إلا كانت له رتبة الامام، ولا ارتقوا قبة مجد إلا وله ذروة الغارب وقلة السنام، ولا احتكموا في قصة شرف إلا وألقوا إليه أزمة الاحكام.
وروى الحافظ أبو نعيم بسنده في حليته ان النبي صلى الله عليه وآله قال: يا علي ان الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها، هي زينة الأبرار
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357