كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٢٨
النعل بالنعل والقذة بالقذة. وقد تقدم ان النبي صلى الله عليه وآله كان شديد الحرص على تربية علي والاشفاق عليه مهتما بتعليمه وارشاده إلى الفضائل، وكان في حجره من صغره ملازما له متأدبا بآدابه، مقتفيا أفعاله آخذا بطرائقه جاريا على سننه متشبها به صلى الله عليه وآله وزوجه ابنته عليها السلام فكان يدخل عليه في غالب أوقاته وفي أوقات لم يكن غيره يدخل عليه فيها.
وقد نقلت من مسند أحمد بن حنبل قال علي: كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وآله منزلة لم تكن لأحد من الخلائق، أنى كنت آتيه كل سحرة. وفي حديث آخر فاستأذن عليه، فان كان في صلاة سبح، وان كان في غير صلاة أذن لي، فإذا كان المربي المؤدب رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أكمل العالمين وأعلاهم في المعارف وأرفعهم درجات مجد ومنازل شرف، وكان التلميذ المؤدب عليا عليه السلام، وأضيف إلى استعداده وفطنته وذكائه نظر النبي صلى الله عليه وآله إليه، وتفرسه فيه قبول ما يلقى إليه مع طول ملازمته له، فلا جرم انه يبلغ أقصى غايات الكمال، وينال نهايات معارج المعرفة، فتمكن من قول: سلوني قبل أن تفقدوني، وسلوني عن طرق السماوات فاني أعرف بها من طرق الأرض.
وقال عليه السلام مرة: لو شئت لأوقرت بعيرا من تفسير بسم الله الرحمن الرحيم.
وقال مرة: لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله ما من آية نزلت في بر أو بحر، ولا سهل ولا جبل، ولا ليل ولا نهار، إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، وفي أي شئ نزلت، وفي هذا القول إشارة إلى علمه صلى الله عليه وآله بهذه الكتب المنزلة.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357