دمشق وانتقى أمر قيسارية على هذا النحو. ثم كتب يزيد رسالة إلى أمير المؤمنين (1)، عمر، رضي الله عنه، ذكر فيها الوقائع التي جرت مع أهل قيسارية والصلح الذي انتهوا إليه كما أرسل إليه خمس المال. وحين اطلع أمير المؤمنين على ما جرى، سر سرورا عظيما وشكر الله على ذلك وأجاب على رسالة يزيد بما يلي (2):
أما بعد، فاعلم بأن رسالتك قد وصلت وفهم مضمونها وسررت بخبر فتح قيسارية وحمدت الله على ذلك الذي أراح بالي من هذه المهمة ووسع عليكم في الرزق وقهر عدوكم وحقق آمالكم فاشكروا الله على نعمه الذي تزداد نعمه بالشكر، وتدوم السعادة (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). والسلام عليكم ورحمة الله.
ثم جاء الخبر إلى أمير المؤمنين بأن الروم قد جمعوا جيشا عظيما في منطقة الجزيرة. وقد اجتمعت عدة عظيمة من الفرسان والرجالة ومعهم الآلات والعدد الوفيرة، فجمع أمير المؤمنين الأنصار والمهاجرين وكبار الصحابة وأخبرهم بما جرى وقال: إن بلاد الشام لا يمكن فصلها عن منطقة الجزيرة، وما لم نحكم الجزيرة فلن يحصل لنا مقصود وعيشنا سيكون منغصا، وقد التقى الروم هناك وقد عزموا على التحرك، وإني قد دعوتكم لتفكروا بهذا الامر وأن تخبروني بما تروه صالحا وصائبا في هذا الموضوع. ومن ترونه أهلا للقيام بهذا الامر حتى يستريح خاطرنا من هذه الجهة فلقد توفي في الشام معظم القادة العظام الذين كانوا هناك ولم يبق منهم سوى يزيد بن أبي سفيان وهو من رجال المهمات العظيمة وهو الان في دمشق. وتلك