قيادة سعد بن أبي وقاص في العراق وقال له: إني أرى رأيا يمكن لنا بواسطته أن نستولي على المدينة فسأله عياض: كيف؟ فقال: أرسل شخصا إلى مدينة شهرزور في العراق وهي تحت أيدي المسلمين الآن ومن هناك حيث توجد العقارب بكثرة فليملأ عددا من الجرار بالعقارب ثم توضع هذه الجرار على المنجنيق وتطلق ليلا في داخل المدينة فكل من أصابته هذه العقارب هلك فورا. فيندهش الناس لهذا الامر ويقعوا في حيرة. حينئذ يمكن فتح البلد بسهولة فوافق عياض على هذا التدبير وأرسل شخصا إلى شهرزور وملأ عددا من الجرار بالعقارب مع شيء من التراب. ثم في الليل ألقي بهذه الجرار بواسطة المنجنيق نحو البلد فانكسرت الجرار وخرجت منها العقارب في كل اتجاه فهلك ناس كثيرون بلسعة العقرب وحين طلع النهار هلك عدد من الناس فأرسلوا إلى عياض يطلبون الصلح فلم يجبهم عياض حتى أطلقوا جميع الجرار المملوءة بالعقارب على البلد فانشغل الناس بتعقب العقارب وقتلها بينما عياض شدد في الحرب ذلك اليوم واستولوا على المدينة عنوة ثم قتلوا المقاتلة وخربوا بيوت البطارقة وسبوا الذرية والنساء. وفي النتيجة طلب الباقون الأمان من عياض، فأعاد لهم عيالهم وأطفالهم وكتب لهم رسالة أمان ووقع عليها عدد من رؤساء الجيش وسلمها إليهم. ثم أرسل خمس الغنائم إلى أمير المؤمنين ووزع الباقي على المسلمين وقد نال كل واحد منهم أكثر من عشرة آلاف درهم عدا المواشي والأمتعة والاسرى وظل عياض في الجزيرة منتظرا وصول إشارة أمير المؤمنين. وحين وصلت رسالة عياض إلى أمير المؤمنين مبشرة بالفتوح ورأى الغنائم الكثيرة صار مسرورا وشكر الله على ذلك.
رسالة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى عياض بن غنم.
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر، أمير المؤمنين، إلى عياض بن غنم.
أما بعد، سلام عليك، الحمد لله الذي فتح بلاد الجزيرة على يد المسلمين فأغناهم بعد فقر ووسع لهم في الرزق وإنني منذ الآن لا أخاف الفقر عليهم ولكني أخشى عليهم أن يغتروا بالأموال فيهلكوا. وإنك يا عياض أديت عملك على أحسن وجه فجزاك الله عن الاسلام والمسلمين خيرا. وحين تقف على هذه الرسالة انتخب أحد وجوه الجيش ممن يعتمد عليه في القول والفعل واجعله نائبا لك ثم توجه نحو