الولاية منضبطة بسببه ولا يمكن تركها بدون أن يقوم بأمورها شخص رشيد مثله.
فسموا لي رجلا موصوفا بالشجاعة والعقل والتقوى ويكون قادرا على إنجاز هذه المهمة لكي أبعث به لفتح بلاد الجزيرة. وبعد التفكر الدقيق قر رأيهم على أن عياض بن غنم الفهري هو الشخص المطلوب لمثل هذه المهمة، فهو رجل فارس مشهور وتقي فقبل به عمر ورآه رجل الساعة، ومن ثم أرسل له رسالة (1).
بسم الله الرحمن الرحيم...
هذا كتاب من عبد الله عمر، أمير المؤمنين إلى عياض بن غنم الفهري أما بعد، سلام عليك.
لقد وجدناك حريصا على مصلحة المسلمين ورأيناك تنصح المسلمين وتحرضهم على اتباع طريق الخير وإحياء معالم الطاعة، كما أن أسلافك على نفس هذا النهج الممدوح المقبول، فبشرى لك بالثواب الجزيل والثناء الجميل في الدنيا والآخرة وبما أن سيرتك وسريرتك على هذا الأساس فإني أرجو لك أن تحقق آمالك في الدين والدنيا وأن يكون ذكرك حسنا وخالدا إن شاء الله. واعلم الآن بأن قواد الروم قد اجتمعوا في بلاد الجزيرة، لذا فإنني عازم على إرسال جيش لمقابلتهم وأحتاج إلى قائد شجاع وعاقل يخاف الله وقد تذاكرنا حول هذا الموضوع وتشاورنا مع وجهاء الصحابة فأجمعت الآراء على انتخابك أنت لهذه المهمة، وظننا أنك كفوء لهذا الامر. فمتى وصلك كتابي هذا، اختر قسما من جيش يزيد بن أبي سفيان، ثم توجه إلى بلاد الجزيرة واجعل التقوى شعارك. واتق الله في السر والعلن، واجعل في الأمور المهمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة خليفته الصديق إماما لك في جميع أمورك] انتهى (2).
بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وسنة الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد رأيت وشاهدت ما فتح الله عز وجل من أرض الشام في