ذكر سجاح بنت الحارث (1) التميمة لما زوجت نفسها من مسيلمة قال: وظهر أمر مسيلمة باليمامة وانتشر ذكره في الناس، وسمعت به سجاح بنت الحارث (1) التميمية وقد كانت ادعت النبوة (2) وتبعها رجال من قومها غيلان بن خرشة (3) والحارث (4) بن الاهتم وجماعة من بني تميم. (5) قال: وكان لها مؤذن (6) يؤذن بها ويقول: أشهد أن سجاح (1) نبية الله. قال: فسارت سجاح (1) هذه إلى مسيلمة الكذاب سلمت عليه بالنبوة وقالت: إنه بلغني أمرك وسمعت بنبوتك وقد أقبلت إليك وأحببت أن أتزوج بك، ولكن أخبرني ما الذي أنزل إليك من ربك؟ فقال مسيلمة:
أنزل علي من ربي: لا أقسم بهذا البلد، ولا تبرح هذا البلد، حتى تكون ذا مال وولد، ووفر وصفد، وخيل وعدد، إلى آخر الأبد، على رغم من حسد. قال:
فقالت سجاح (1): إنك نبي حقا، وقد رضيت بك وزوجتك نفسي، ولكن أريد أن تجعل لي صداقا يشبهني، قال مسيلمة: فإني قد فعلت ذلك. قال: دعا مسيلمة بمؤذنه (7) فقال: ناد في قوم هذه المرأة: ألا! إن نبيكم مسيلمة قد رفع عنكم صلاتين (8) من الخمس التي جاء بها محمد بن عبد الله، وهي صلاة الفجر وصلاة العشاء الأخيرة، فقالت سجاح (1): أشهد أنك لقد جئت بصواب.
قال: وضج المسلمون إلى أبي بكر رضي الله عنه وقالوا: يا خليفة