فارس من نخبة الجيش وأرسله إلى ولاية الخابور. فسار ميسرة إلى تلك الناحية وفتح المواضع التي في طريقه وأرسل الأموال التي حصل عليها إلى عياض حتى أتم فتح تلك الناحية ووصل إلى سواحل الفرات ونزل عند مدينة قرقيسياء ووقعت معارك بينه وبين أهل القلعة وقتل من الطرفين عدة رجال. وفي النتيجة استولى على البلد وقتل المقاتلة وسبى النساء والذراري ثم عفى عنهم وقبض منهم ثلاثة آلاف دينار وقرر عليهم الجزية على القاعدة المعروفة (1) وترك لهم البلد وعاد إلى عياض ومعه الأموال والغنائم فسلمها إليه. عند ذلك انتقل عياض من مكانه وسار نحو نصيبين ففر الروم من أمامه والتجأوا إلى قلعة نصيبين. وأمر الجيش بمحاصرة البلد من جهاتها الأربع وكان لها أربعة أبواب، يسمى الباب الأول، بوابة الجبل، والثاني بوابة السوق والثالث بوابة سنجار والرابع بوابة الروم. وعلى كل بوابة استقر فوج من المدافعين فأنشبوا معهم الحرب واجتهد الطرفان في الحرب. ولما رأى عياض أن القلعة حصينة وقد عجز عن فتحها (3). قرر الإقامة هناك. ومن ثم أرسل عمير بن سعد الأنصاري إلى مدينة سنجار (4) لفتحها فذهب عمير إلى هناك وقاتل أهل سنجار لمدة يوم واحد ثم طلب منه أهلها الأمان فصالحهم على ثلاثة آلاف دينار نقدا وعلى أن يدفع كل رجل منهم أربعة دنانير. وعاد بعد ذلك إلى عياض. ثم أرسل عياض بن مالك الأشتر
(٢٥٨)